السبت، 5 سبتمبر 2009

الكهوف المعلقة

الباحث / عبدالسلام بدرالدين والطريق الي كهف طرطقو
( اضغط على الصورة )


معلقة كهف طرطقو المحال مرقاتة الا بحبل


( اضغط على الصورة )



معلقة العجوز بوادي اسويدان / اضغط على الصورة







أسباب ودوافع التسلق للكهوف المعلقة







لا أريد ان اتطلع بعيداً بخيال القارئ وأشتت مفاهيمه في هذا الموضوع أو يشك في وجهة نظرنا الذي يراد من وراءه التوصل لأسباب ودوافع سكن الإنسان الكهوف المعلقة فان التحدث والاجتهاد عن الكهوف المعلقة والإقامة فيها مسألة سابقة لمؤلف كتاب اوشاز الأسلاف لا ينازعه فيها احد ألا إننا لا نرضى عن بعض المفاهيم وهي حسنة النوايا لكنها مرفوضة فمن المفاهيم الشائعة للإقامة في الكهف المعلق وإجبارهم يعود لسبب أوحد رئيسي وهو الجدب والإجداب يعني جفاف الأرض وموات الاخضرار والمياه شحيحة جداً والدواب تنفق وكل أحياء البراري المتوحشة تهاجر إلي بقاع أخرى وتنحسر الأرض من الغابة والحق لو ان هكذا جدب واستمر لسنوات لشدوا الأهالي الرحال يناشدون السحاب الماطرة حتى في أخر العالم . الم يتبعون الكلاء والماء ولو المسافات في سنوات الغير المجدبة فما بالك بجدب يخيف يحصد كل شئ حي الم تتوجه في أزمنة قديمة قبائل ليبية شرقاً حاملين صغارهم وعجائزهم عطشى متهالكين ينازعون دولة من اجل حضرة السيد الماء . ان الجدب الذي حكى عنه مؤلف كتاب الاوشاز ليس بالكارثة ولا بطويل الزمن ولو كانت أعوامه طويلة لأجبر الأهالي النزوح إلي أماكن مائية يأيها القارئ ان الإجداب ليست أسباباً رئيسية تجعل منهم أهل كهوف معلقة ان السكن في الكهف المعلق له أسبابه ودوافعه فمنها اضطرار ومنها اختيار ومؤقتة .







*- الدوافع والأسباب الاضطرارية هي :-







1- هروب البعض من جور الأجلاف العثمانيين إلي الكهف المعلق والاختباء فيه لنضالهم ضد حكامهم المنحرفين أو عجزهم عن دفع الإتاوات أو يسلموا أنفسهم للاعتقال مدى حياتهم أو فصل رؤوسهم عن أبدانهم .

2- الحروب القبلية والتمرد على الزعامات والمشائخ يدفع بالفارين إلي الالتجاء الاضطراري للكهوف المعلقة .


3- الإجداب ساهمت في السكن الاضطراري في الكهف المعلق .

4 – اتخاذ الكهوف المعلقة محميات ومخابئ لصغار ونساء المقاتلين وممتلكاتهم أثناء الكر والفر أيام الحروب القبلية
.







*- الدوافع والأسباب الاختيارية هي .






1- التنسك والابتعاد عن البشر للتفرغ والخلوة للعبادة دافع اختياري للإقامة في الكهف المعلق

2 – شاب وفتاة عاشقين متحاببين رفض أهاليهم التوفيق بينهما فاختاروا الاثنين المتحاببين الهرب من المجتمع لائذين إلي الكهف المعلق .

3-الأمراض التي يصاب بها بعض الناس يدفع اصحاءهم الابتعاد والإقامة في الكهف المعلق خوفاً من عدوى مرضاهم .


4 - الصعلكة سبب اختياري وليس اضطراري في دفع صاحبها الإقامة في الكهف المعلق .







ان الإجداب وكل الكوارث الطبيعية أهون من الجلاد العثماني وان أي استعمار مدمر غزا ليبيا هو ايضاً أهون من الاستعمار العثمان الهمجي البغيض الذي يستمتع بمعاناة المجتمع وعذابه وتجويعه وسلب مواشيهم وغلالهم وبعد ذلك يقطع رؤوسهم فان هذا النظام الجاهل مسئول مسئولية تاريخية كبيرة عن كل المجاعات والو باءات والجهل وكل حرب قبلي أو شيخ مارس شيختة الرعناء على قبيلته بإيعاز من السلطة العثمانية وكل تخلف وحرمان تعليمي فهو مصطنع عثماني وان أي نكبه انتكب بها المجتمع سببها سلاطين عثمان فهو تاريخ يتفق عليه حتى البسطاء واتفق عليه تقريباً كل المؤرخين ( ففي كتاب غومة فارس الصحراء للأستاذ الأديب علي مصطفى المصراتي حاكياً عن النظام الضرائبي أيام حكماء الجهل والبغض الترك العثماني في ص 233 يأخذ الحاكم بالسوط مالاً ولا يعطي اصلاحاً ومشاريع . ) ولكن لنبين بان التسلق الاضطراري للكهوف المعلقة سببه هذا العدوان المتخلف باستثناء التسلق الاختياري . ان العثور على أسلحة بيضاء وأسلحة بوصوانه ومساحيق البارود في الكهوف المعلقة لدليل على إقامة مسلحين في الكهف المعلق وان مثل هذه الأسلحة خصوصاً بوصوانه وأعلافها ولجم خيول وأحذيتها وأجزاء من السروج لا يقتنيها أشخاص عاديين وربما قادة محاربين ضد الجيوش العثمانية وعملاءها ولا يقتنيها أشخاص بسطاء فقراء بل أثرياء والعثور أيضا على لوحات لكتابة آيات قرآنية وكذلك أوراق صغيرة ملفوفة مكتوب عليها آيات وصلوات فهذه تدل على رجل ديني مخلص تنسك واخلص لربه ناضل من اجل حفظ آيات أو سور من القران والمحافظة على الدين والسنن لم يرائي ويهتم بالدين من اجل ان يقول الناس فلان متدين مثلما نعاصره اليوم من مصائب الأدعياء وفتاواهم الحمقاء التي دمرت المجتمعات من الداخل وفي الكهوف المعلقة عثروا على أثواب وغطاءات الرأس وحقائب وأدوات للتزين النسائي كل هذه المقتنيات من سلاح وأدوات للقرأة والكتابة وملابس وأدوات تجميل تدل دلالة قاطعة على الترف التي يتمتع بها هؤلاء المقيمين في الكهف المعلق وكثيرا ما نسمع عن حروب قبلية في الماضي وملاحقة القبيلة المنتصرة القبيلة المهزومة في كل مكان وملاحقة الصبية لإفنائهم والقضاء عليهم ومن هنا اضطرت البقية الناجية من القبيلة المنهزمة ان تخبئ صغارها في مثل هذه المحميات العالية . وكذلك فان السكن في الكهوف المعلقة استعراض لمظهر الرجولة والعصامية وعلينا ألا ننسى اونتناسى الجوانب الروحية والأشياء الخفية لساكن الكهف المعلق فهو يسترخي لبياض ضوء جليدي للقمر فيعود بكل فائدة ايجابية للصحة والعوافي للذهن والبدن واستقبال النسوة لموجات القمر وأضواءه عائد على أبدانهن ودمائهن بكل الايجابيات وكل عتبات الكهوف المعلقة ان لم تكن مواجهه للشموس الصباحية فهي مواجهه للشموس المسائية التي بأشعتها يتعقم جوف الكهف المعلق والتي حرمت منها اليوم بيوت الحواضر.







ما كيف الجبل كيـــــــف


لولا اخباث الســـــهارى


فيه الهيف ف الصــــيف


وفيه الـذرى ف البداري







قد يكون قائل هذه الأبيات الشعبية المأثورة يسكن كهفاً معلقاً يستلذ في جوف الكهف ببرودة ألإظلال من الحرور ويحتمي في حصونها من الأمطار والصقيع يخشى مخالطة الخبيثين من أهالي الجبل الأخضر .
قد يكون السبب إعصار مدمر استمر أيام أو شهور ذهاب وإياب أتى على الأخضر واليابس وحصد الخيام وكل شئ في السهل فلجأ الناجيين من الناس اليائسين إلي الوديان ثم ابتكروا التسلق وسكنوا الكهف المعلق . أو فيضان جرف السهول وملأ حلوق الوديان فالتزم الباقيين من الناس الكهوف المعلقة مبتعدين عن الجرف المائي .
ومثل ما يحدث لشعوب قرن أفريقيا ودواخل أفريقيا والعراق وفلسطين اليوم من مجاعات ومناظر مؤلمة وأوطانهم مليئة بالخيرات والثروات وكان المتهم الأول المسبب لكارثة الجوع والفوضى المتمردين العملاء والطائفية والاحتلال والحرب القبلي وهذا ماحدث تقريباً لمجتمع الجبل الأخضر على يد المحتل العثماني أو الحروب القبلية . وقد تكون الكهوف المعلقة مخابئ لمجموعات مجاهده تقوم بتهذيب عقول الناشئين وتحذيرهم من العملاء وحثهم أيامها على الصمود وقتل العدوان العثماني لو ان هناك النقص الكثير في الماء والغذاء لضحى هذا الساكن في الكهف المعلق بمشاعره واذواقه ليلتفت فقط الي سبل سريعه لجلب الغذاء والماء لكن لا وجود لنقص في ماء ولا في غذاء وانما هذا الساكن في الكهف المعلق فقد السلام مع غجر المحتل العثماني ولم يفقد السلام مع عدوان وظروف مهما كانت انواع هذه الظروف وقساوتها






























نشرت في موقع الاجدابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق