الخميس، 29 أكتوبر 2009

زرافة


صبي يحمل أغصان شجيرة الإكليل يتقدم مشاة كهول وفتيان يكللون رؤوسهم بالورق الأسمر وفتيات مطوقات الخصور بالأزاهير المذبولة المانعة للصواعق . . تعلو نداءات الرافه للسيدة زرافه صاحبة الرقبة الطويلة ترصد السحب ألحبله بالمياه الطاهرة على إيقاعات المزمار المزدوج المصنوع من جناح نسر
يا زرافة هات الرافه
يا زرافة هات الرافه
يا زرافة هات الرافه

خيط مطر نازل من السماء .. . معين المطر أغرق الأرض يغسل الربيع من صقيع الكلحه . . فاض الحليب والدهن . . كبرت العجول فصارت أبقاراً . .والجداء تيوساً . . والحملان كباشاً . . والافلاء خيولاً . . والجحوش حميراً . . .
الهدهد الجذاب يزهوا بألوانه السعيدة . . القوم يطبخون اللحم في السمن ويشربون اللبن الغليظ بمسحوق العرعر وينضجون الخبز في رب الخروب والديك ابتعد عن النجع مقوساً رقبته برفع الصوت في وجه الشمس بكل كبرياء ويتبختر بزعامة اسرة يجرجر أرياشه المزركشه
.

الجمعة، 2 أكتوبر 2009

الماء ( السقاء )











لا يمنعون رتع الكلاء في أي وقت إلا في أواخر الربيع ((اللوايا)) حتى تنشف المراتع من الندى الضار بفعل حرارة شمس الضحى ويمنعونها من الشرب إلي إن تصيف الأعشاب والأغنام أو الدواب الاكوله لأعلاف ناشفة فقط داخل حظيرة تشرب علي الدوام صيفا أو شتاء والغنم والبقر إلتي تعيش علي الكلا الطبيعي في موسم الربيع لا تشرب ولا تطلب الماء إما إذا سرى الجفاف في العشب الأخضر رويدآ أواخر الربيع فسوف تطلب الماء وهم (يلووا فيها ) أي يتعمدوا منع الماء عنها حتى تجف الأعشاب إلي أخر عشبة ثم ينقضوها أي يسقونها أوائل الشراب ويخلطون الماء بالملح والثوم إذا أمكن ويمنعون عنها السقاء يوم أو أيام معدودة والضأن والماعز والبقر ترتع منبوت العشب الجاف وتطلب الماء فإذا منع عنها الماء أجبرها العطش علي قطف ورق الشجر والشجيرات الخضراء الحامل للرطوبة فتملأ كروشها بخليط من عشب جاف و ورق أخضر فتروي ظماءها ومن لجوءها لورق الشجر الأخضر يخف الرتع الجائر للأعشاب .
وسقاء الضأن والماعز والبقر يوم ومنعه أيام فيه فوائد مهمة لصحة الشاه والبقر لأن الماء المستخلص من مرتو ع الورق وبراعم الغصون الخضراء البديلة عن السقاء طارده لبعض الديدان والإمراض الضارة وبدن الدابة تزداد لحما ويتنصع الشحم بياضآ ويتصلب العظم والمظهر يتململ كأنه ممسود بالدهن.
ومن فوائد منع الماء التجاء الدواب لأماكن الظل و البروده ساعة الظهيرة ومنح الراعي الوقت الكافئ للاستراحة والسكون وتناول الغداء ومن الفوائد الأخرى هدوء الدابة في المراعي وازدياد شهيتها للمرتوع والإقلال من التبول وتصبب المخاط من الانوف والفائدة الأفضل ايجابآ الاقتصاد في الماء فكان السقاءين يعصرون لحاء التيوس عند رفع رؤوسها من حوض الشرب واستقطارها في الحوض للمبالغة في اقتصاد الماء وبعد السقاء لا. نسوقها بعيدآ عن الحوض بل نتمهل وننتظر لكي تستريح ثم تشرب ذهابا وايابآ من حوض الماء والدلو ينسكب ماءه والحنجرة ترتجز صب لها صب وهي تشرب.
وفي اقتراب موسم الخريف يقل ويكثر العطش تباعآ لارتفاع وإقلال درجة الحرارة وتخف معاناة السقاءين للدواب ويستمر الإرتجاز أثناء الصب في الحوض.










اليوم خريف ….. شربك تنقيف














وتنقطع عن الشراب في أوائل المطر ((البدا ري ))لأنها وجدت ماء بديل في كلاء جديد ففي موسم الشتاء تضرب الغابة أي البريق والنظارة في الأوراق بعد الذبول وازدياد البراعم في النمو لتزداد شراهة الدواب في الالتهام ثم تتراجع وتميل لنتف سفسوف العشب الأخضر الذي لم يكتمل نماءه التابع لجودة العام فإذا كان جيدآ تصح الدواب والتوالد ويكثر الإدرار.
ولكثرة المواشي وانعدام الآلة السريعة لرفع الماء في الماضي يرسلونها ترسيل أي يفرقونها جماعات لتشرب كل مجموعة قليلة دون إن تتزاحم ومواعيد السقاء تباعآ لوفرة الماء أو قلته وحرارة الجو والمواعيد غواب / وربع / وخمس .
1- غواب :- يوم تشرب ويوم لا
2- ربع :- بقية اليوم التي شربت فيه الغنم تحسب من أيام الحرمان أي يوم الشرب ويومين بلا ماء تساوي ثلاثة أيام والرابع موعد الشرب
3- خمس :- يوم الشرب وثلاثة أيام بلا شراب تساوي أربعة أيام وتشرب في اليوم الخامس وهو موعد الظمى((السقاء)).
اللويان أو يلووا فيها : المنع أو يمنعوها عن الماء في أواخر الربيع حتى نهاية أخر عشبه خضراء وإذا جف العشب تنقض أي تشرب وكلمة اللويان أو يلووا فيها تحريف لكلمة أللياء أنظر قاموس المنجد في اللغة ومعناها الأرض البعيدة عن الماء
تنقض :- معناها عودة الشرب من جديد في موسم الصيف بعد انقطاع في موسم الشتاء والربيع
الظمى:- موعد الشرب
الغب :- منعها يوم أو أيام عن الشرب وسقاء ها في موعد الشرب.












من كتاب اغنام وابقار للكاتب / عبدالسلام بدرالدين

مشـتــقـات اللـبن


الزبد ه


بعد الرج والخض الطويل للشكوه ومن خلال ملاستها للشكوه وتتحسس كتل الازباد تترجرج تنصب شكوتها علي الأرض وبين ركبتيها تفتح فم الشكوه وتضرب بكفوفها جسم الشكوه لألتقاط قطع الزبد ه الطافية في فتحة الشكوه وجمعها في قدح بالقرب منها وتنفخها وتعاد الكره من جديد حتى استخلاص دهان الزبد ه تقريبآ بالكامل من سائل اللبن

قلعة :- قطعة زبد صغيرة اقتلعت من اللبن الممخوض .
زحاليق :- ذرات الزبد القليلة



السمن



غلي قوالب الزبدة في أناء وتجهيز دقيق مع ذرات مطحونة من أعشاب عطريه كنبات القميله مثلآ لاعطاء دهن السمن نكهة طيبه بعد طفو الرغوة البيضاء في قمة الإناء ليصطلي الصغار لنزع الرغوة بأصابعهم للرشف والامتصاص ثم بعد ذلك تبدأ في ذر المكونات المجهزة في الإناء المغلي لنضج هذا الدقيق ومهمته فصل كل العوالق بالامتصاص وفرز السمن الطايب والدقيق الناضج الذي مص هذه العوالق يسمى ( ذوبه) أنها دسمه المأكل ولذيذه والسمن الطايب المفروز يحقن في العكه بعد إن يسبقه شي من رب الخروب لتزداد نكهته وحلاوته والنسوة مغرمات بجمع دهن السمن ومنها المعني القائل ( النساء بدلن اللحى بالسمن).



الـــدوث(( انفحه))


ذبح جدي أو حمل أيامه الأولى بعد أرضاعة وارواءه حتى البدانة المفرطه واستخراج المعدة المليئة وتجفيفه حتى الصلابة وتؤخذ عينة قليلة منها وإلقاءها في سائل الحليب الطازج في جلد سماط ليتحول إلي جبن طري لذيذ .


ألبـا (( السرسوب))


حليب شاه أو بقرة عقب ولادتها إلي مدة أسبوع تقريبآ إذا احتلبت منه في أناء لتسخينه فيتغلظ ويصبح مأكول لذيذ شبيه بأكلة الدشيشه.



ذريحة




إحضار قدح لبن بائت لأن اللبن كلما زاد في البقاء زادت حموضته اللاذعة وهذا القدح المملوء باللبن الحامض اللاذع يحلبون فوقه حليب من الضرع مباشره لتزيد الفقاعات الفائضة من حواف القدح بفعل الشخب فيصير خاثرآ طيب الشراب .


الكشك (( لبن مجفف))


غلي اللبن بعد استخلاص الازباد منه ليطفو قالب اللبن الخالص والماء في أسفل الإناء لنغرف هذا القالب و وضعه في خرقه نظيفة وتعتصر بقايا الماء من مسامات الخرقه ونعرضه للشمس لتجفيفه فيتيبس ويصير حصى صغير مدشوش جاهز للأكل مع العسل أو القمح المقلي



المالح




حقن لبن مستخلص منه الزبد ه في شكوه ونلقمه الكثير من الملح ونطمر الشكوه لتدفئته إلي الصباح ليتغلظ اللبن وننضج دشيشه قمح في أناء كسكاس ليضاف مع اللبن المملوح وافتراشه للهواء والشمس لتجفيفه ليصير جاهزاً أي وقت بعد تسخينه ورشه بالماء.



من كتاب اغنام وابقار للكاتب / عبدالسلام بدرالدين

الضبع



لا توجد ضباع تفترس الحمير فقط وأنواع أخرى من الضباع تفترس الغنم وحيوان الضبع لا يستطيع ببنيته وهيئته الثقيلة مطاردة الحيوانات الوحشية كالأرانب والغزلان أو الطيور كالحجل مثلآ وفي الادهار الفائتة كانت البيئة والخلوات خاليه من أنواع القمامة والحيوانات النافقة فالحيوان النافق يعلق أو يرمي في مكان لا تطالها الحيوانات الأخرى مما الجأت الحيوانات المفترسة كالضبع إن تجوب مغارب ومشارق الأرض لافتراس أي دابة تستطيع اللحاق بها كالحمير أو العجول أما اليوم لا تتكلف العراك مع حيوان قوي كالحمار يتطلب بذل القوة والجهد حتى الإنهاك تقريبآ لافتراسه فبكل يسر تملأ بطونها من أنواع القمامة أو جيف حيوانات مرمية أو مصادفه جراء أو شاه سهله المنال من الزرائب الغير حصينة ومن بين الكلاب الحارسة الذي يبلغ بها الخوف مبلغاً كبيرآ وتفوح روائح تزكم الأنوف ويختلط النباح والعواء والإرباك والفوضى من هذا الحيوان المخيف المرقط القوي بفكه وبذنب يشبه غصن صغير لشجرة العرعار .



من كتاب اغنام وابقار للكاتب / عبدالسلام بدرالدين

الذئب المفترس



الذئب حيوان شرس حر يمتاز بالذكاء والحرص البالغ وله فكوك قوية حادة يتغطى بوبر اسمر مشوب بالصفرة أو اصفر مشوب بسمره والغابة تؤمن له التمويه والاختفاء والغابة الواسعة اذا خلت من هذا الحيوان تماما فهي غابة ينقصها الجمال كالعشب الأخضر والزهر ينقصه الشمس والدفء والذئب بلا محيط من الخلاء الفسيح والغابة الحرة الكثة فهو ناقص الوقار ولا حماية له وللذئب حنجرة صافيه لإطلاق عواءات إذا أدركته نوبة الغريزة وقد يختفي الصوت مده طويلة مما نحس بافتقاد شئ في رحاب الامتداد من ارض الخلاء والذئب الذي تربي في المنتزهات والحدائق السياحية فاقد للجاذبية وروعة الحياة البرية بينما الذئب الحر الطليق في البراري يقتات بنفسه جميل وظريف .والذئب العدو الأول للغنم وكلما سنحت للذئب فرصة في إلحاق الاذي بالغنم يتمادى ويغير حتى في وضح النهار وللذئب حضوره المباغت إذا سمع الراعي يتكلم كثيرا في طرف الغنم فيحدد الذئب مكانه وجهته ليتربص من جهة أخري للافتراس وسط البطون والوديان الو عره والمنحدرات فهي أماكن خطره وإذا فطنت به الكلاب فهروبه سريع منكسر وخبيث والذئب ينقض علي ضحيته بعضه من الرقبة للقتل وكتم الصوت منعآ لإحساس الراعي أو الكلاب وربما حتى الشياه القريبة من الضحية وإذا رأت بقية الشياه المحيطة بأفتراس الضحية جفلت وأربكت الغنم بالكامل وانضمت للجفول وقد تنقسم ((تستفرع))مفزوعة إلي جماعات وتصاب بالهلع والفوضى ومن غرائب المشاهد إذا تم إنقاذ شاه من فم ذئب تقف الشاه مفزوعه ومجنونه هاربه تلاحق الذئب المفترس وهو مشهد مسلم به والذئب لا يحاول الاقتراب من الفريسة القريبة من جدار أو كهف أو جسم غريب لشدة حذره وحرصه المفرط وإذا حصر في مكان ما يستميت في الدفاع عن نفسه ولا يستسلم .
((قال الأصمعي : دخلت البادية فإذا بعجوز بين يديها شاه مقتولة وجرو ذئب مقع أي خبيث فنظرت إليها فقالت أتدري ما هذا ؟ قلت لا .قالت :جرو ذئب أخذناه وأدخلناه بيتنا فلما كبر قتل شاتنا وقد قلت في ذلك شعرآ قلت لها ما هو ؟ فأنشدته :







بقرت شويهــتى وفـجعت قــلبــي


وأنــــت لـشــاتــنا فيـــنا ربيــب


غـــذيت بدرهــا وربــيت فــينــا


فــــمـــن نبــأك بأن أبــاك ذئـب


إذا كــانت الطباع طباع ســـــوء


فـــــــــلا أدب يفيد ولا أديـــب





ويقال في المأثورات الشعبية (( الذيب زين للدخلا والد خلا زين للذيب )) والذئب العادي الذئب المتمادي في الاغاره خلسة ولم تتناوله الكلاب لخداعه وشراسته وعجز الرعاة من القبض عليه إلا بعد مشقه ومده مديدة ونصب الفخاخ وخسائر في المواشي والذئب ينظر إلي الشياه في مراعيها منكبه بأفواهها ترتع فيقول قوتك قوتا لي.





من كتاب اغنام وابقار للكاتب / عبدالسلام بدرالدين

كلب الغنم




الكلب حيوان هو الأول تقريبآ في استئناسه للإنسان ولازمه حتى يومنا هذا فأتخذه الإنسان للصيد والحراسة والكلب رفيق مهم لراعي الغنم والحرس والمواصفات الجيدة لاختيار الكلب الحريص النشط والقوي رؤية ذيله ملفوف إلي أعلي بكل زهو وخيلاء والنباح المخيف لمجرد الإحساس بجسم غريب وان لا يستأنس إلا لصاحبه فقط ويلازم الغنم ملازمة حقيقية كأنه شاه من الغنم وهذه تعتمد علي تربيته وهو جرو صغير وسط مراح الغنم و اتخاذ شياه حلوبة مخصوصة لهذا الجرو الذي سيقوم بحراسة الغنم في المستقبل ويقوم الراعي بتربية كلبه ايضآ لأن الضباحه أنثى الذئب تكن خطيرة ولا تعترضها الكلاب الذكور إلا إذا كانت كلبه تتواجد ضمن المجموعة والكلاب المتمرسة والخبيرة في العراك مع الذئب جسورة وعراك الكلاب مع الذئب قد تطول ولا تستميت في قتلة إلا إذا كان الراعي برفقتها فكلما ارادت الكلاب فض الالتحام زاد رفيقهن الراعي في التحرش والتسليط حتى القضاء عليه تماماً والكلاب الحريسة الجيدة تقوم برد أي غريب حتى من أغنام أخرى مجاوره ويستخدم الراعي الكلب في الاسترشاد به في البحث عن الشياه المفقودة في الخلاء ويقوم بمعاونة الراعي أثناء انقسام الغنم وجفولها بسبب حيوان مفترس أو أي سبب من الأسباب الأخرى أو معارك بين الكلاب فأزعجت الغنم وجفلت وانقسمت فالكلب الجيد له وجود في مثل هذه الظروف ولولا ارتباط الكلب بالغنم وأهميته لكانت المشقة كبيرة في رعاية الأغنام وحراستها أنه صديق و وفاهء قديم قدم التاريخ والراعي يعود بغنمة في المساء فيقوم بتقديم العشاء لكلابه ومراقبتها أثناء الأكل من الماعون لمنع الشخير والهريم والعراك الذي قد يسبب في حرمان أحدى الكلاب



من كتاب اغنام وابقار للكاتب / عبدالسلام بدرالدين