الاثنين، 17 أغسطس 2009

بيت الجلاس

بيت الجلاس



البيت ( الخيمة ) متعارف عليه في أي مجتمع هو بيت يأوي أسرة أو بيت مضيفة أو خيمة صغيرة متهرئة تسمى ( عشه ) لأسرة فقيرة أو راعي منعزل بمواشيه في خلاء بعيد أما بيت الجلاس الذي نسمع به في تواريخنا الماضية فهو استثناء من هذه البيوتات فهو اسم على مسمى بيت للجلوس فقط للحوار ومناظرات لصوب خليل والنزال حسب الروايات فهو مكان للتحديات بين فتاة اشتهرت بسلب الرهانات وحججها القوية وألغازها العصية ضد شاب يعترف مباريات الحوار فهي قبلة هؤلاء الشباب ومطلبهم لمنازلتها في صحن بيت الجلاس و يحول بينهما اطقاق (ستار ) والحقيقة هل هذه الظاهرة كانت موجودة وفيها مسحة إباحية لفتاة محاورة ومعها رفيقاتها وشاب محاور ومعه رفاق وهل أول من يبتعد عن هذه المناظرة في بيت الجلاس هم أقارب الفتاة وعلى رأسهم الأب والإخوة .
إنني أخمن وأرجح بان هذه الرواية بين واقع وبين خيال وسط مجتمع يتعصب دائما وان كانت حقيقة ونسلم بها ففيه امتهان كبير للمجتمع وإهدار لكرامة الفتاة فهو مجتمع تعمد الخلوة بين فتيان وفتيات في خيمة بيت الجلاس .
ان هذه العادة قد تكون رواسب أو بقايا طقوس أو شرائع قديمة يمارسها المجتمع لكنها كانت مرفوضة من عناصر محافظة من نفس المجتمع كيف يسمح الأب والأبناء ترك ابنتهم هكذا وسط نهج سيئ نعم إذا كانت التحية التي يلقيها شاب على الفتاة سلامك أوصل .. وعقلك احصل .. وكذا قوللي على شاه تمشي بلا مفصل ..وخبرني ها لحيطة اللي وراك فيش أتعل . وتسترسل التحايا بين الاثنين ويجيب الشاب قائلا . سلامي أوصل .. وعقلي ما احصل .. وعلى ما مشيت.. بين الشمس والظل .. ما ريت شاه تمشي بلا مفصل .. ألا بزا زينك ودحي الحجل . إذا كانت هذه الإباحية في مفتتح الحوار مثل بزا زين والتي معناها (النهود أو أثداء الفتاة ) فماذا في بقية الحوار وما خفي كان أعظم وراء والد الفتاة وإخوانها الذين تعمدوا أخفاء أنفسهم لإبعاد الحرج بينهم وبين ابنتهم ورفع الحياء عن الفتاة فأنني هنا اعتبره نوعاً من التحرش في رائي وهو سبب التمرد من بعض العناصر الرافضة مستثنيين هذا الوضع المخجل وعدم التواصل مع بيت الجلاس واستو صلوا وتواصلوا مع صوب خليل في الخلاء وغناوي العلم والكشك والمجار يد والشتاوه وهو تقريباً نفس التعامل والرفض والذي كان معاصراً ورأيناه في حاضرنا مع الحجالة ( الراقصة ) التي كانت تخرج على المصفقين في الأعراس من بيوت العرسان وفي أحيان كثيرة هي أخت العريس أو ابنة عمه ولكن مع تطور الجيل الرافض تلاشت هذه الظاهرة نهائياً واستعاضوا عنها براقصة أجنبية ماجوره والتي لازالت تمارس إلي الآن في مناسبات العرس .. فهذا هو بيت الجلاس وخليله وصوبه المرفوض من البعض ان لم تكن من الغالبية ثم حوروه الرافضين تدريجياً لجره إلي خارج البيت لاستخدامه خفية عن الأنظار بين الطرفين المتناظرين الشاب والفتاة في الخلاء عند برابخ المعا طن أو احتطاب الحطب وهكذا تضاءل واختفى بيت الجلاس أو المجلاس أو بيت الجذعنة

هناك تعليق واحد:

  1. بالله يا أستاذ أريد مرجع أدبي أو تاريخي ذكر فيه بيت الجلاس كجزء من تراثنا الليبي
    تحدثت عنه في تويتر
    فتعرضت لهجوم وغضب من أحد المتابعين
    وقال إني ذكرت أبناءنا وجداني بصفات منافية للأدب والحشمة وطلب مني التأكيد بمصدر يثبت

    ردحذف