الخميس، 27 أغسطس 2009

احزان ابوللو

نبع ابوللو

أتنفس . . أنتعش . . أقترب من باب المدينة القديمة , تستقبلني قرقرة الضفادع . . وصوصوة الطيور . . وورق الكافور المتساقط وأتمشى بخطوات سارحة وهادئة وعلى جانب الطريق ووسط أشجار كثيفة تتخللها عيون الشمس الغاربة يحتضنني الهواء الرطب وتداعبني البرودة أمام الطاحونة وفي خضرة الربيع تنتشر الخيول وأنظر إليها عن بعد مستأنساً بها وإحدى الأفراس مالت بأذنيها للخلف وركلت الهواء بقائمتيها الخلفيتين وانطلقت مسرعة وانضمت إليها باقي الخيول وولت بأنوفها وتلاشت في ظلمة الشجر والغروب .
بقيت وحيدا , آكل المسافة .. بلغت المحال التجارية الخاوية .. أتأمل الجدران التي تتهرأ . . أحدق في خواءاتها المعتمة . . الصمت جاثم يزينه حفيف الشجر . . الأفرع والغصون المتدلية تتمايل وجدا . . أستفرغ أنفاسي الحبيسة أسرف في الخطي . . أشم الأرض مرتميا على سقط الصنوبر المطل على هياكل ( أبوللو ) الذي يبكي ينبوعه المتسمم .
استلقيت مستنداً على مرفقي . . رأيت الهضاب البعيدة . . تقترن بزرقة البحر . . غارت الشمس . . احتل السواد كل الأمكنة من المنخفضات . . الحفر . . النتوءآت . . جمدت الأصوات . . همد النسيم . . أحسست بالألم . . لحظات لها وطأة مؤثرة في أعماقي وأشعر بشي من الانكسار لجلال السكون . . لم يبق إلا أن أدور دورة كاملة وأعود .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق