السبت، 10 أبريل 2010

الحجل


من منكهات الجبل الأخضر وغاباته ومنبوتاته جمعاء طائر الحجل مع مثيلاته من عوائل بيئة الجبل المستوطنة مثل حمام النيسي والبوم والهداهد والذئاب والضباع والثعالب والشفاشف والأرانب والزواحف والتي بدأت تخف وجودها من قلع مساحات كبيرة من المنبوتات وفوضى الصيد العشوائي والنفايات السامة المرمية في كل مكان بغابة الجبل والحجل طائر جذاب رشيق جميل بني فاتح اللون أجنحته ومقدمته ورقبته مبقعة وأرجله ورموشه حمراء والمنقار متناغماً مع أشكال البيئة وتكثر صفاراته في بواكير الصباح يعيش في جماعات ألا في أوان العرس وشهور العسل فتتفرق إلي ذكر وأنثى ونادراً ما يكون ذكر وأنثيين بأواخر يناير وتبيض في شجيرات مظلمة بشهر مارس إلي العشر بيضات تقريباً ولا يشاركها الذكر في حضن البيض والأنثى تبتعد منفردة منسحبة من عريسها ومتسللة لحضن بيضها وبين فينه وأخرى تلتقي عريسها المعزول والمنادي بصوته ألرنيني المتلهف للقاء الأنثى التي لم تكشف له عن ذرا ريه المخبوءة وبعد الفقس مباشرة تسعى الأم تصدر إشارات وأصوات الضكيك لتتبعها الصغار السريعة والنشطة في التخفي والتمويه المتقن بين سفاسف الأرض وألام ترتعش بأجنحتها ورابضة ليقترب المعتدي منها وهو قاب قوسين أو أدنى وهي في الحقيقة تناور لإبعاده من الصغار المختبئة أما إذا فرت وحيدة بعيدة على حين غفلة منك فهذا يعني بيض ولم تفقس وينعتون ذكر الحجل في لهجتنا الدارجة (بوزناد ) وطائر الحجل يعدوا بسرعة البرق وطيرانه منخفض ولا يطير ألا ملزماً من الكواسر اللاحمة أو صياد وكان الأوائل يصيدونها لشح اللحم في أوقات الخريف بواسطة فخاخ بدائية تتمثل في أقفاص هرمية وطهي اللحم يفضل طبخه والإكثار من الماء للذة المرق والحجل تزداد سمنته في موسم الخريف لوفرة حب البطوم وفي أحدى الصباحات الباكرة لمحت طائر حجل فوق حجرة صفيح الزنك وهو ينقر ماء الطل بمنقاره ويرفع رقبته عالياً يستمرئي الماء وحكي بعض الكبار قائلاً لم نعتاد من طائر الحجل مطلقاً أن يرتكز على أي فرع لا شجرة ولا شجيرة ابداً عكس ما نراه اليوم في براري الجبل وأشجاره وشجيراته والرفق بدواب البراري والمنبوت في أوطاننا هو مقياس الوعي والتعاطي معها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق