السبت، 27 مارس 2010

امرض المواشي والبيطرة الشعبية


امراض المواشي قبل العناية البيطرية الحديثة كانت أقل من الأمراض المنتشرة اليوم وأقل استفحالا فكانت الدواب تشرب الماء النقي وترتع الكلاء النظيف وتسرح المسارح الطليقة ويهتمون بها اهتمامآ مفرطاً وكانوا يتعاملون معها معامله رفيقة حنونة لا يمسكونها مع اصوافها أو اشعارها أو جزء حساس يؤذيها ولا يدفعونها للجري أمامهم ويحرصون علي الإمساك بالدابة بمخاتلتها دون إن تجري وتتأذي أو حشرها ورصها في خوالف سيارات نقل الدواب بطريقه مزرية ومضره للدواب وعدم الرأفة وبعيده عن الذوق أثناء حملها وعرضها في الأسواق ولم نسمع عن سج أراضي رعوية ونسمع إن الدواب تسرح وترتاد المساحات الفسيحة وترعي حره لا حاجز يحبس مرعاها وكلاءها عكس ما نراه اليوم من أسلاك شائكة ذي شفرات حادة جدآ تستخدم في تسيييج أمكنة محرمة وأراضي خطره تضر الإنسان كالإلغام القديمة الضارة بالإنسان عند عبوره واستخدمها للأسف بعض المواطنين الغير مباليين لسج أراضي زراعية وأراضي رعوية لتقييد مسافات المشي والجري الطبيعي للمواشي إضافة إلي الاذي الذي يلحق بها من الشفرات الذابحة لأبدان الدواب واستهلاك المنبوت الذي لا يطلع في أطواره الأولي إلا في أفواه الدواب المحبوسة علي مدار العام فيساهم في افتقار الكلاء وانقراض بعض أنواع المنبوتات إن المربيين والرعاة في ألازمان الماضية يميلون للوقاية والمحافظة تتمثل في أساليب وطرق عديدة:-
1-المعاملة والرفق ونستخلصها من خلال الكلمات المأثورة في تراثنا الشعبي وهي تنظيرات تقليديه إرشاديه وأسس والتي معانيها ومضامينها تعود بمصلحة وقائية والحث علي الأتباع والامتثال لهذه الترشيدات المفيدة والشافية .
2-التنقل بمواشيهم كل أسابيع أو مده لا تزيد عن شهر لأن البقاء في مكان واحد فتره طويلة تتفشى الطفيليات علي ابدانها وتنمو وتتكاثر ممتصة لد ماءها مجلبه لها المرض وتتراكم سيول من الغبار فتستنشقه المواشي الرابضة فتصاب بأمراض رءوية
3-منعها من المشي السريع والجري كالدخول وسط المواشي في المراعي أو رابضه في المراح أو هامدة تجتر فهذه الأساليب تدفعها للجفول والجري في أعراف المربيين غير مريحة وتضيع فائدة المر توع التي رتعتة وفي القول الشعبي المأثور (( أتودر عشاها ))
4-لا يسقونها الماء حتى تجف أخر عشبه من أعشاب الربيع

5-اختيار الوقت المناسب في صباحات أواخر الربيع وهو التأخير حتى يتبخر الندي البارد الغزير من فوق مراتع العشب الأخضر .
6-اختيار الموقع الجيد والمحمي للمراح من نسائم البرد اللافح حتى في فصل الصيف المسبب للسعال وتصبب المخاط
7-ابتكار بعض الأدوية المستخلصة من منبوتات الجبل وغيره مثل ورق شجيرة السخاب في علاج أمراض وتطريف العين ورب الخروب في علاج البشم ((التخمة)) وكذلك لعلاج البشم البصل والشاي الأخضر وعلاجات أخري مثل الكي بالنار لداء الدوشان واتخاذ طرق لازمه ومسهلات لعسر الولادة .... إنهم يعتمدون علي الوقاية أكثر من العلاج وان مواشي الأمس مدللا واليوم تفتقر إلي الرفق ورطابه اليد .
من كتاب ( اغنام وابقار )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق