الاثنين، 2 نوفمبر 2009

احلام بطيئة






أعيش داخل سياج بعيدا عن الهوالع وعلى وجبة عشاء تبن قليل تخمر لكثرة مدة التخزين . . وفي ليلة من ليالي الحصاد أفتتح باب السياج إهمالا فانسحبت إلي الزرع المجاور لالتهام بعض السنابل المتشبعة بماء الندى لاستعادة النشاط ويتنصع بياضي وتنمو شعرات ذيلي وتتغزر لاستخدمها منشة تذود عنى الحشرات القارصة . . وصلت إلى هناك وهناك أجد نفسي أعانق السنابل في كوامل السعادة استمتع بشميم وقطف سنبلات رطبة تبللت بصقيع الطل أتلذذ بجرش الشعير والأصوات غائبة والقمر ساطع متكامل يبدد أضواءه الجليدية فوق البساط المحسك يحدد امتداده بالطول والعرض . . أتخمني الشبع شممت الأرض ونثرت وارتميت اتمرغ أداعب الضياء في غمرة تحسدني عليها وجوه الحمير قاطبة وكل الوجوه . منسجم في العراء بين الزروع وأنغام الخلوات الهادئة .
سرى الوهن ببدني أخذني النوم العميق الهاني ورأيت في ما يراه النائم ألبس سرج حصان وذيلي جميل يتدلى وينش بكل خيلاء وسط حشود من الخيول على قوارع المضامير للتسابق . . انطلقت وجفلت أبذل أقصى سرعة فتعالت موجات الزغاريد ونلت إعجاب فرس ذات أذرع متناسقة جميلة وعيون قوية واسعة وليست لاسعة والعرف مسترسل والكفل عريض تتمتع برشاقة الغزلان . . رافقت الفرس بدأت أتودد إليها وفي حضور تام أتشمم الفرس ثم خطوت وانتصبت للنهيق على وسع وملء الفم وطول اللسان مقرون بشريط من أحبال الضراط . . فلم أفق إلا ولطشات السياط والركلات في المؤخرة وضربات العيدان المحرشفة والهراوات تتهاوى على قمة رأسي .. ملت بأذني إلى الخلف أستدرت أحاول النيل من أحدهم برفسه انتقامية مشهورة فرفست الهواء . فانهالت على الضربات من جديد ولذعات السياط الملتهبة عقابا لهذه المحاولة الفاشلة .
لا خيار لي إلا الوداعة وسمة الصبر العالقة بالحمير أجبرت على حملهم جميعا والعودة إلى المكان اللائق داخل السياج بجانب رأس كبش كبير أقرن معلق على عمود لحرق العيون العائنة عن أهل البيت . وقفت مكاني مطأطئ الرأس رخو الأذنين .عابس الوجه طحت واسترحت أسترق أنفاس من الأوجاع . هذا جزاء من يحمل الغلال الثقيلة والهموم والعذاب والعناء والنصب والنكال . . سوف أنهق بنهيق منقم لتفترسني الهوالع . . ويا ليت . ولن ؟أرضى بشعير في مخلاة والخاطر مكسور . . ولن ينجبر أبداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق