الجمعة، 2 أكتوبر 2009

الماء ( السقاء )











لا يمنعون رتع الكلاء في أي وقت إلا في أواخر الربيع ((اللوايا)) حتى تنشف المراتع من الندى الضار بفعل حرارة شمس الضحى ويمنعونها من الشرب إلي إن تصيف الأعشاب والأغنام أو الدواب الاكوله لأعلاف ناشفة فقط داخل حظيرة تشرب علي الدوام صيفا أو شتاء والغنم والبقر إلتي تعيش علي الكلا الطبيعي في موسم الربيع لا تشرب ولا تطلب الماء إما إذا سرى الجفاف في العشب الأخضر رويدآ أواخر الربيع فسوف تطلب الماء وهم (يلووا فيها ) أي يتعمدوا منع الماء عنها حتى تجف الأعشاب إلي أخر عشبة ثم ينقضوها أي يسقونها أوائل الشراب ويخلطون الماء بالملح والثوم إذا أمكن ويمنعون عنها السقاء يوم أو أيام معدودة والضأن والماعز والبقر ترتع منبوت العشب الجاف وتطلب الماء فإذا منع عنها الماء أجبرها العطش علي قطف ورق الشجر والشجيرات الخضراء الحامل للرطوبة فتملأ كروشها بخليط من عشب جاف و ورق أخضر فتروي ظماءها ومن لجوءها لورق الشجر الأخضر يخف الرتع الجائر للأعشاب .
وسقاء الضأن والماعز والبقر يوم ومنعه أيام فيه فوائد مهمة لصحة الشاه والبقر لأن الماء المستخلص من مرتو ع الورق وبراعم الغصون الخضراء البديلة عن السقاء طارده لبعض الديدان والإمراض الضارة وبدن الدابة تزداد لحما ويتنصع الشحم بياضآ ويتصلب العظم والمظهر يتململ كأنه ممسود بالدهن.
ومن فوائد منع الماء التجاء الدواب لأماكن الظل و البروده ساعة الظهيرة ومنح الراعي الوقت الكافئ للاستراحة والسكون وتناول الغداء ومن الفوائد الأخرى هدوء الدابة في المراعي وازدياد شهيتها للمرتوع والإقلال من التبول وتصبب المخاط من الانوف والفائدة الأفضل ايجابآ الاقتصاد في الماء فكان السقاءين يعصرون لحاء التيوس عند رفع رؤوسها من حوض الشرب واستقطارها في الحوض للمبالغة في اقتصاد الماء وبعد السقاء لا. نسوقها بعيدآ عن الحوض بل نتمهل وننتظر لكي تستريح ثم تشرب ذهابا وايابآ من حوض الماء والدلو ينسكب ماءه والحنجرة ترتجز صب لها صب وهي تشرب.
وفي اقتراب موسم الخريف يقل ويكثر العطش تباعآ لارتفاع وإقلال درجة الحرارة وتخف معاناة السقاءين للدواب ويستمر الإرتجاز أثناء الصب في الحوض.










اليوم خريف ….. شربك تنقيف














وتنقطع عن الشراب في أوائل المطر ((البدا ري ))لأنها وجدت ماء بديل في كلاء جديد ففي موسم الشتاء تضرب الغابة أي البريق والنظارة في الأوراق بعد الذبول وازدياد البراعم في النمو لتزداد شراهة الدواب في الالتهام ثم تتراجع وتميل لنتف سفسوف العشب الأخضر الذي لم يكتمل نماءه التابع لجودة العام فإذا كان جيدآ تصح الدواب والتوالد ويكثر الإدرار.
ولكثرة المواشي وانعدام الآلة السريعة لرفع الماء في الماضي يرسلونها ترسيل أي يفرقونها جماعات لتشرب كل مجموعة قليلة دون إن تتزاحم ومواعيد السقاء تباعآ لوفرة الماء أو قلته وحرارة الجو والمواعيد غواب / وربع / وخمس .
1- غواب :- يوم تشرب ويوم لا
2- ربع :- بقية اليوم التي شربت فيه الغنم تحسب من أيام الحرمان أي يوم الشرب ويومين بلا ماء تساوي ثلاثة أيام والرابع موعد الشرب
3- خمس :- يوم الشرب وثلاثة أيام بلا شراب تساوي أربعة أيام وتشرب في اليوم الخامس وهو موعد الظمى((السقاء)).
اللويان أو يلووا فيها : المنع أو يمنعوها عن الماء في أواخر الربيع حتى نهاية أخر عشبه خضراء وإذا جف العشب تنقض أي تشرب وكلمة اللويان أو يلووا فيها تحريف لكلمة أللياء أنظر قاموس المنجد في اللغة ومعناها الأرض البعيدة عن الماء
تنقض :- معناها عودة الشرب من جديد في موسم الصيف بعد انقطاع في موسم الشتاء والربيع
الظمى:- موعد الشرب
الغب :- منعها يوم أو أيام عن الشرب وسقاء ها في موعد الشرب.












من كتاب اغنام وابقار للكاتب / عبدالسلام بدرالدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق