الأربعاء، 2 سبتمبر 2009

نشوء وارتقاء

اا اضغط على الصورة


نظرية النشوء والارتقاء لداروين الذي ربط بين الإنسان والقرد وأعضاء تزيد او تنقص لأسباب وظروف المكان والزمان وإن كان هذا المبتكر لنظريته واهماً أو لا يتوهم ودامت أو لم تدوم ولغرض أو لغير غرض فاشلة أم ناجحة فهي نظرية لا تنفع ولا تضر عكس النظريات الأخرى مثل نظرية النسبية لاينشتاين والسببية للغزالي ونظرية الفراغ السياسي لأيزنهاور والنظرية الشيوعية لماركس ولكن النشوء والارتقاء من نوع أخر معاصر يضر ضرراً كبيراً أكثر من نفعه الضئيل يتمثل في اللغة ومصاصي الدماء المرعب والقضاء على الدراكولا بصليب وهو تثقيف هدام لمسخ عقيدة التوحيد وكثرة مفردات متداولة استشرت بين صغار وجيل صاعد وطلاب وفي كل مكان وميدان كلمات لا أصل لها لإرباك لغتنا العربية وتراثنا المحلي وكل هذه الأضرار تتوسع والدار خالية فلا توجد حصانة لمجابهة أخطار جسورة لا نعقلها ابداً ولا نفطن بها إطلاقاً .
أطفال يلعبون في ساحات وشوارع ومجموعة يمثلون ادواراً يطاردهم طفل يمثل دوراً الدراكولا مصاص دماء امسك بأحدهم وانقض عليه ورأيت احد المطرودين يحمل لوحة صغيرة على هيئة صليب يرفعها في وجه الدراكولا المهاجم الذي يمتص دمائهم فيصرعه بهذا الصليب .
إنهما يتقنان الدورين تماماً احدهما دور مصاص الدماء الدراكولا المصروع من اثر الصليب ودور حامل الصليب المقاتل وفي نهاية اللعبة حاورت الصبي حامل الصليب بيده .
ماذا أنت فاعل بهذا الصليب ؟ أجاب بكل ثقة سوف احتفظ به لظروف مثل هذه الظروف كما رأيناه في أفلام الرعب فهو صبي تشبع واقتنع تماماً بهذه النظرة المقدسة لصليب معظم انه إيمان وتقديس يرتقي وينشأ مع نشوء صبيان المسلمين والمسلمون انشغلوا بجواز الصلاة في اللباس الإفرنجي أم لا يجوز وفي رفع اليدين بكفوفها على النحر أو بعدم رفعها ووضعها وهل الدعاء بعد السلام وقراءة التسابيح جائز أم غير جائز وهل المرأة يجوز لها قيادة السيارة أو لا يجوز وانشغلوا بالتشجيع المتهور وليس بقدر لإحدى المعبودات العصرية وهي كرة القدم أو لاعب ويتخاصموا من اجلهم ويبالغوا في الخصام المخجل وأهملوا صبيانهم الناشئين في ظل المؤثرات العقيدة الصلبانية بواسطة هذه الدعايات والأفلام التلقينية ناهيك عن التدخين وسموم أخرى وينشئون تنشئة خطيرة ويرتقون ارتقاءً معكوساً وبمفاهيم وعقليات وتدابير تحت وصايات أيادي التبشير الخفية . ونجحت هذه التبشيرات وأطبقت على شبان منحلين من دول خليجية مسلمة ودول أخرى واعتنقوا ديانات أخرى ولبسوا على صدورهم سلاسل تحمل صلباناً التي نراها في القنوات الفضائية بمجهر التحدي لرب العالمين ومن عجائب الزمن يحاربون الله في أرضة .
وارتقاء ونشوء الإهمال والسخرية من لغتنا العربية الجريحة بين أهلها التي هي قوام الدين والأدب والسياسة والأخوة وأي إنسان لا يتقن لغته فهو غير قادر على أن يصل أو يتقن لغة أخرى واللغة العربية باقية ببقاء الدنيا بل هي لغة اختارها رب العالمين لقرآنه المعجز ولغة الشعر وكثير من الناس المتهافتون على إقامة مدارس مخصوصة للغات أخرى غير العربية ولم نرى حماساً لإقامة مقرات خصوصية لتعليم وإتقان اللغة العربية الفصحى اتقاناً جيداً للناشئين والتي تتكشف من خلالها خبايا ومواهب مثل حفظ القرآن المجيد وموهبة الشعر أو النثر أو كتابة القصة واضعف الإيمان تترسخ فيه المحبة اللغوية للغة الضاد ولكن النشوء والارتقاء العكسي الذي ينموا في بواطننا نجعل من لغتنا لغة ثانوية واللغات الأخرى هي الأساس فهؤلاء مساكين الذين يرون لغتهم العربية هابطة حسب رؤيتهم فهم لم يذوقوا طعم العربية ومحرومين من جمالها وأسرارها , وكانت في ما مضى أجناس من غير العربيين يتعلمون لغة العرب ليقرؤا للرازي وابن رشد وغيرهم من العلماء وحفظوا حتى أجزاء من القرآن إن لم يكن الكتاب كله وإن العرب الساخرين من لغتهم العربية في يوم ما سوف ينعزلون عن كل المحيطات اللغوية واللهجات وغير جديرين بأي لغة ولا يستطيعون التواصل والتعبير والمحاكاة ويحسون بنفوسهم تتضاءل وتموت وهم أحياء .
نشرت في موقع السلفيوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق