الأحد، 6 سبتمبر 2009

الخيمة





البيت (( الخيمة )) مكان النوم والاستراحة والاستجمام واجتماع العائلة بيت ليست له قواعد مسلحة في الأرض فيصير مرهوناً ابدآ بل يثبت بأوتاد خشبية يسيرة الفك والتثبيت وخفيف المحمل والتنقل وعلى العائلة ان تمتلك بيتين إذا وجدت لذلك سبيلا أي خيمتين الأول :-
بيت ربيع وخامته من شعر الماعز أو صوف الضان لكنه في الغالب من الشعور لمتانته ولا يحتفظ بماء المطر عكس الصوف يتشبع بالماء فيتثاقل سطح البيت وقد ينهار فوق رؤوس ساكنيه . ومسامات أو فراغات السطح تتفتح مع حرارة الطقس وتضيق مع برودة الصقيع والمطر لمنع تسرب الماء منحدراً مع ميلان السطح . وللسطح شفافية لاستيعاب الأضواء القمرية والسقف والسطح الهرمي للبيت ومساماته يصنع هواء صحياً ومتجدداً على الدوام ولا يحبس الهواء الضار النافث من الفحم فيضر النائمين في الليالي الشتوية

والثاني :-
بيت صيف وخامته من القماش ويطرز سقفه من الداخل بألوان وأشكال مختلفة وسطحه باللون الأبيض لتكسير أشعة الشمس وهو اخف وزناً من بيت الربيع وفي موسم الحرور الصيفية تلعب فيه الانسام الباردة المنعشة عند رفع الاروقه وهواءه نقي مجلب للراحة والبساطة والصحة





الحسن يظهر في بيتين رونقه
بيت من الشعر او بيت من الشعر











الخيمة تقوم بصناعتها امرأة والخيمة خفيفة الوزن دافئة في الشتاء مبرده في الصيف تتنقل بها أينما يحلو لك المقام والمأمن للعيش أو الابتعاد عن الكوارث الطبيعية وكوارث الحروب ولا يتأثر المقيم في الخيمة من سقوط السقف في غرة زلزال فيرفع السقف وتجذب الرمام وتبنى من جديد في أسرع وقت










لا تذممن بيوتاً خف محملها


وتمدحن بيوت الطين والحجر








وللخيمة نعوت تباعاً لحجمها ووضع أصحابها الاقتصادي مثل بيت بوريش وهي خيمة كبيرة لأناس أوضاعهم يسيره وخيمة تنعت بعشه وهي خيمة صغيرة أما لراعي منفرد يتبع أغنامه أو لفقير ومن منكهات حفل جلم الضان ورفع عقيرة أغاني الجلامه أن تقام في الخيام البدوية وحتى حفلات العرس من إلقاء الشعر الشعبي وأنواعه من شعر الطبيلة وضم القشة وأغاني العلم . ونكهة الحكايات من قواميس الخراريف لا تليق ألا بين جوابر الخيمة وتجد القاطنين في المدن من أسرات أو أصدقاء في ذهابهم إلي خلوات الغابة يبنون خيمة لقضاء نزهه طيبه مدة يوم أو أيام مثلاً فيعودون بنفوس منسجمة ومرتاحة وأبدان معافى ويتحسرون على ألعوده من رحلتهم هذه التي تدل على استيائهم من مساكن وبيئات العمران الحديثة وكأنهم عائدين إلي معتقلات .








· لو كنت تعلم ما في البدو تعذرني




لكن جهلت وكم في الجهل من ضرر





والحياة في الخيام من أرقى أنواع الحياة الصحية والاجتماعية وليست هذه مطالبه بالميول لهذه الحياة كي نكون أصحاء اجتماعيين لان هذا استحالة في هذا الزمن الردئ وغير معقول أن تبني خيمة وسط أبنية حديثة كما أقوام الغجر المتنقلون بين الأقاليم والدول وحتى القارات لكن الحقيقة من كل النواحي الايجابية لا تقارن الخيمة الصحية بالمنزل الحديث الغير الصحي وقد يسال سائل ما هي ايجابيات الصحة للخيمة وسلبيات الصحة للمسكن الحديث فالخيمة لا توجد بها غازات ضارة بفعل احتراق الأطعمة فيفسد الهواء وليست في داخلها أمكنه لقاذورات المصارف الصحية كما هو موجود وحبيس بجانب غرف النوم بالمساكن الحديثة وسطوح الخيام البدوية ينفذ من خلالها أضواء القمر الجليدية لتسترخي أعضاء وتستمتع عقول ساكنيه وحتى المرأة تتعافى وتستقر أدوارها الشهرية لمداعبة وملاسة الضوء لبشرتها . والخيمة تجعلني جزء من كل المواسم أتفاعل مع أجواء الربيع وحرارة الصيف وأحزان الخريف وبرودة الشتاء
ولا نتنكر للحداثة والحياة المعاصرة ولكن يجب ألا تثنيني عن المحاولة قدر الإمكان فلا أخالف أسلوب العيشة القديمة التي تجلب السعادة والصحة والعافية في اختيار الأغذية وتبريد الماء بالطريقة التقليدية وليس في الثلاجة مثلاً .









· وصحة الجسم فيها غير خافية




والعيب والداء مقصور على الحضر








ساكن الخيمة في الخلاء معافى في بصره وبدنه لأنه كلما خرج من خيمته يرفع أبصاره ويرى اخضرار أو غابة نظيفة ويستنشق هواء نفيس معقم في رئتيه ومتوازن النفس والبال وفي داخل الخيمة يحس في جوفها بحياة تنبض وسقف يتراقص مع الهواء أو يميل يداعب النسيم والخيمة ألمكونه من مساميك (أعمدة ) وسطح وأروقه وأوتاد صغيرة لربط حبل الرمة ورمام جمع رمة وهي حبال الشد . وجوازل ( زواجل ) و اكربه والاكربه قطع خشبية تتركب في أعلى قمم الجو ابر أي الأعمدة في منتصف الخيمة . والنجع هي مجموعة خيام مبنية وقد شرحت كل التفاصيل المتعلقة بالخيمة في كتاب مقسم بعنوان الخيمة وقد نشر وهي دراسة من بداية جز الصوف والشعر مروراً بمراحل المشغولات إلي أن يصل مرحلة النسج لجسم البيت وما يتبعها من مكملات لتجهيز بناء الخيمة والايجابيات الصحية
.



نشرت في موقع السلفيوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق