الجمعة، 25 سبتمبر 2009

بقــر



رتع البقر الوطني للمنبوتات مثله في ذلك كمثل الماعز لرعي الكلاء في سهول الجبل وأوعاره والبقر الوطني رشيق يرعى أمكنة يصعب علي البقر المستورد ارتيادها والرعي فيها لأن البقر المجلوب من أوطان منبسطة ضخم وشره وخطاه ثقيلة والبقر الوطني مقاوم للتقلبات البيئية و الاجداب وسريع التخفي و المواراة وسط الغابة والمسالك المظلمة في رمشة بصر يتعمد الاختباء عن مرافقة الراعي ليتسلل إلي أراضي زراعية حتى وان كانت مسيجة ولخفته ورشاقته يقفز مجاوزآ السياج أو يخترق فجوات للوصول إلي الزرع أو أوراق شجر مثمر لالتهام كلاء غير مشروع والبقر الوطني يلتهم أي شئ يصادفه حتى وان توفر الكلاء الطبيعي ومن دواهي البقر الوطني دخوله البيوت خلسة لألتهام خبز أو دقيق ومن أقاصيصه العجيبة يحكى أن قطيع بقر عائد من المرعي يسوقونه للمبيت داخل الزريبة وفي منتصف الليل تقفز أحدى البقرات وتتجاوز سياج الزريبة باتجاه الزرع في الظلمات ولكي لا يحس بها أحد المارين من جنبات المساحة المزروعة تقصد وسط الزرع لتواري عن الأنظار السنابل المقطوفة لتبدن من الشبع وتعود خفية إلي زريبتها بريئة . والبقر ليس أكثر من الغنم في الرعي المرهق وإذا جنحت بقرة واختفت للولادة فلا خوف علي صغيرها من الافتراس فهي تدافع عنه ولا يستطيع الحيوان المفترس الاقتراب من الصغير في الجبل الأخضر والبقرة الوطنية إذا ولدت في الخلاء اخفت صغيرها وعند اقتراب غريب أو شخص من مكان الصغير تبتعد البقرة ألام لتمويه الغرباء وإبعادهم عن الصغير المخبوء وهذه المخافة طبيعي وغريزي في سلوك الدواب .البقر الوطني موطنه الجبل الأخضر لتناسب المناخ والكلاء وفي غابة الجبل وكهوفه يجد الملاذ والاحتماء من البرد ولسعات البوطقوق (( النغف)) في حرور الأواخر من موسم الربيع .
البقر يحتاج إلي راعي خبير في رعايتة وقوي في مصارعته والتصدي وإمساكه مع أجزاءه الحساسة من بدنه كالذيل والمنخرين.والبقر أعتمد عليه الإنسان في جر المحراث لقلب التربة .والبقرة أم الثور الذي حمل الأرض علي رأس قرنه في أقدم الأساطير والبقرة أم الثور المصارع الهائج المخيف والبقر الوطني حساس وينوح إذا صادف بقعة الدم ويحوم ويبحث بظلفة وينفنف . والبقر حيوان مقدس عند أحدى الشعوب الكبيرة.وكانت في بادية الجبل الأخضر إذا أصيبت البقرة بأصابة طارئه ككسر لا يجبر مثلا أو مرض لا شفاء منه تذبح وتقسم إلي ثمان مقاسم ((أجزاء)) ولا تصاب الناس بأي عدوى لطهارة البيئة وطهارة المراتع والمياه وخلوها من القمامة وهذه الأجزاء الثمانية كل جزء منها تعطي للمستلم ويعطي المستلم مقابل هذه القسمة ميزورة شعير أو قمح أو شاه لتعويض صاحب البقرة المذبوحة وهي منافع متبادلة للطرفين وعرف متفق عليه في بادية الجبل .


من كتابي / اغنام وابقار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق