الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

ذبيحة المرأة


كثير من الرجال وحتى نسوة لا يتناولون لحم دابة مذبوحة بيد امرأة ذكرت البسملة ورفعت ألتكبيره وهذا ما رأيته فعلاً في الحقيقة فهل لهذا الكره أو الامتناع سبب هل إن النسوة اللاتي هن أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا وزوجاتنا تكمن فيهن القاذورات والتقزز والروائح الكريهة والنجاسات فما هي الأسباب التي من اجلها رفض بعضهم الانكسار أمام لحوم من ذبائح نسائية .
إن المرأة في المجتمع الليبي لا تذبح ألا في ظروف زمنية طارئة ومجبورة وفي أوقات لا يتواجد فيها رجل ينوب عنها الذبح لدابة مجروحة أشرفت على الهلاك وفي عجالة اضطرت أن تقوم بذبح الدابة التي فيها قليل من الحياة وهو في الشرع الإذكاء (( ما ذكيتم )) معناها ما أدركتموه وفيه حياة فذبحتموه .
ومن أحداث الذبائح في بيئتنا أن امرأة وجدي مجروح يتخبط أمامها ولم يكن في المكان رجل فأمسكت بمقبض السكين وبيد طفل صغير لا يتجاوز الأربعة أعوام لتستأنس به لجر الموس على رقبة الجدي المتخبط وذبحته لتنتظر أول رجل يقوم بسلخه .
أما النساء في بعض البلدان الأخرى اعتدن وبشكل طبيعي جداً ذبح الطيور والأرانب واعتاد رجالاتهن في مجتمعهن التكيف والأكل لذبائح هؤلاء النسوة والطنب في هذا الموضوع أو السؤال المحير لماذا يمتنع بعض الرجال عن أكل الذبائح النسائية ؟
في معتقدنا إن امتناع هؤلاء من رجال ونساء ليس القرف من تعامل المرأة مع هذه الدواب وذبحها ولمس جسم الذبيحة بيديها أو الدماء الذي ينزف منها في مدة الحيض التي يقرف منها أقوام أهل السبت ويضربوا الحواجز بينهم ونسائهم في الأكل والشراب والنوم وألا يتعاملوا معهن فترة الطمث .
أن الأسباب الغالبة لهؤلاء الرجال والنساء الممتنعين هو شعورهم بالخوف من هذه المرأة التي أقدمت بكل قسوة على ذبح دابة ورؤيتها لسيلان الدم الأحمر لأنهم عرفوا الطبائع التي جبلت عليها المرأة والتي لها خلقت وعرفوا أنها تحس وتبكي وتتأثر من أنواع العنف وتداوي الجرحى وتنجب طفلاً تقوم بإرضاعه والتحنن عليه وادفاءه والمرأة هي نواة الخير في كل مكان والمرأة مهما علت فهي رقيقة على الدوام أما المرأة التي تذبح ينظر إليها رجال ونساء ممتنعين عن أكل ذبيحتها بمعيار امرأة استبدلت وردة بيدها أو إناء حليب أو ماء بالموس لسفك دماء فهي غليظة ومخيفة وبشعة وتغيرت إلي غولة نسمع عنها في الحكايات فقط فهي في الباطن سفاكة شرسة وهاجس مريب لدى الرجال الممتنعين عن ذبيحة هذه المرأة ولم يمتنعوا عن ذبائح المراهنين لغير الله من اجل نادي يفوز أو الفريق الفلاني ولم نسمع نقداً أو احتجاجاً من احد الأدعياء المتربصين الذين يرون أنفسهم هم الحكم والفصل في ما يغضب ويرضي رب العالمين .
وإن هؤلاء الرجال مذهولين من عناصر نفيسة لطبيعة امرأة تنقلب لجزء بسيط من أجزاء عنصر الطبائع القاسية العالقة بصفوف رجالات الدكتاتوريين والمجرمين فهي بهذا العمل أصابت نفسها وروحها بشئ من نجاسة القسوة والمرأة وطهارتها ونجاسة السكين في يدها هي حالة غير محسوسة وفلسفة شبيهه بفلسفة البراز وسائل المني الخارج من الرجل فرائحة السائل المنوي ليس بطارد ولا يفوح ولا شكله مقزز وهو ليس كالبراز بشكله القذر الطارد الفائح المجلب برائحته الغثيان والتقيوء وهنا من اغرب وأعجب ما في الشرع الإسلامي الحنيف أنه فرض الغسل أي بتعميم الماء على كل بدن الإنسان إذا خرج منه المني أما البراز النتن لا يوجب الغسل لكامل البدن عند خروجه أنما يغسل المخرج فقط وهو الاستنجاء في قوانين الطهارة وانظر إلي الإنسان المشرك في قانون القران نجس حتى يغير عقيدته ويعتنق الإسلام والمسالة هنا أيضا غير محسوسة وتتعلق بالبواطن وليس بالظواهر ففي الظاهر هذا الإنسان المشرك لباسه وبدنه نظيف أما باطنه ومضامينه الفكرية والعقلية فهو نجس قذر ولو أخذنا هذه التحذيرات على علتها وبمنظور ضيق لمنعنا العمل والتعامل مع المشركين لنجاستهم لكانت حياة البشر من مسلمين وملل أخرى عاشوا في خنادق الكد والمكابدة .






نشرت في موقع الاجدابي

هناك تعليق واحد:

  1. العزيز / بدر الدين

    مدونة رائعة أيها المسكون بإيصال صوتك ، تعجبني مثابرتك واجتهادك
    وهذا التواصل مع الملتقي ، الزمن القادم هو زمن المدونات
    ويبدو انك تفطنت إلى ذلك مبكراً
    اضفت مدونتك لدي في مفضلة مدونتي للأطلاع على جديدك دائماً
    واسلم
    عبدالباسط أبوبكر محمد

    ردحذف