الأربعاء، 2 سبتمبر 2009

الجدب

اضغط على الصورة



الجدب ومن وراء الجدب قافلة ويلي القافلة أسواق تبيع الماء وان تترك اليابسة الصغيرة وتهاجر بلا عودة فالماء بلا مقابل أو تتحدى الضمأ . . الجدب لا نقدر على مجابهته فهو عدو شرس . . عنيف . . أنيابه طويلة سامة . . مخالبه مشحوذة عريضة تحصد أسباب الحياة . . جند قوم نفوسهم ولملموا أرواحهم بالأماني ما وراء البحر وبعده . . متعتنا البحرية تحمل زوائد السفر في ليلة ظلماء مد لهسة صار الموكب باتجاه الفلك العزم أكيد والحسرة لم تكن أكيدة . . اندفعت السفينة مبحرة نتعمد الصمت . . ضرب الأمواج على أذاننا نناشد ألامزان الماطرة السفينة تسوق بنا تشق العباب ويلتقي الماء بالسماء :



قولوا للي سال علينا

في ديموم ازرق عدينا






ابتدأت الهموم تعوم في عرض البحر وطوله وبطنه وعمقه تعارك لطشات الموج والحيتان. . أنها سطوة الجدب . . سطوة العطش . . نسيم مالح وليل وبحر . . الجدب لو تمثل لي رجل . . رجال . . دواب شرسة . . نعكف الزمان لمجابهة هذا العدو . . عدو النماء . . عدو الحضارة . . عدو السلام . . عدو الإنسانية . . عدو الصاحب والصديق والأخ وألام والأب والرأفة والخبز والشبع .
زادت الثريا ضوءا و وضوحآ ونحن على سطح البحر و وجه الماء . . الليل يلملم استارة . . النجوم سطعت وتضاءلت . . تمكنت من رؤية الامتداد الممل لا بأس اشك في أن الجدب لن يلحقنا .
المالح يعكس الأفق المتوهج بالاصفرار الخاطف والشمس تتطلع غير خجولة . سكون فاتر للمالح والطوق الأزرق العالق بلون السماء خالية من جنبات صلبة مانعة لصرخات المدوية .
وملح السفر على وجوهنا . . شريط قابع على مد المالح أم أن الرؤية لوقت طويل في أفق الملوحة البعيدة يرهق البصر أم هي اليابسة .
احتبست المياه . . احترقت الأرض . . نزح القوم من الجفاف لاجئون من الجدب .
نحتضر من العطش .
نبحث عن الاجداب لمقاتلتها خلف البحار
ذهب ملح السفر
الدماء عادت في العروق .
واللحم في الضلوع
والماء في الجفون
ارض شاتية و برق خاطف و رعد مزلزل وصخور تنبع بمياه عذبة
التراب طيب ينبت الجود والأثمار . . نأكل كثيرا ونشرب كثيرآ ونعمل كثير آ والنساء حسناوات منجبات . . نبكي كثيرآ نملأ صدورنا هواء كثيرا لنغني كثيرآ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق