الخميس، 20 أغسطس 2009

مرقس الوجه الآخر









الكاتب داود حلاق الذي عنون كتابه ( مرقس الإنجيلي ) والذي تشدد من خلاله كثيراً على ان هذا الحواري أو الشخصية الدينية جذوره ليبي المولد والنشأة لكن الباحث يتوجب عليه ان يسعى لجوانب كثيرة لا لجانب واحد من المرجعية ويترك مرجعيات أو أمهات الكتب من التفاسير القرآنية الصحيحة وكتب قصص الأنبياء والاستمداد من حوار وشورى فطاحل ومفكري وعلماء المسلمين وغير المسلمين والمؤرخين ونحن لا نستكثر على أوطاننا الحضارة والمجد ولا احد يزايدنا على هذا الوطن لا من خارج الوطن ولا من داخل الوطن فأوطاننا لا تنقصها أمجاد ولزاماً منا احترام الشخصيات الدينية والتاريخية ونحترم الديانات السماوية وحتى المعتقدات الغير سماوية وحضارة ليبيا ومجدها ورموزها الشرفاء لا يتوقف على انتماء مرقس لليبيا مع تقديرنا واحترامنا لهذا القديس . أما السلب والإيجاب طبيعي وروتيني في كل بقاع العالم والعالم يموج يمينا وشمالا وغرباً وشرقاً ولكن لا باس من الانشغال بالفنون وتحري ومواكبة الجديد مع علوم جديده ونحذر أشياء فالمجتمع هو في غنى عنه والمجتمع غالبيته عامي قد يفلسف أموراً بمفاهيم سيئة وبعيد كل البعد عن الجانب العلمي .

1- هل مرقس ليبي الأصل ؟

مؤرخين اختلفوا في أصول مرقس فمنهم من يقول من أم يهودية وأب يهودي وهناك من يقول تونسي الأصل والتي هي خرافة وبعيد كل البعد عن انتماءه للجذور التونسية ومؤلف كتاب مرقس الإنجيلي يقول ان مرقس ليبي الأصل والمولد ألا ان عبد الوهاب النجار أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية أصول الدين في كتابه قصص الأنبياء ص 476 (( قال بطرس قرماج في كتابه مروج الأخبار في تراجم الإبرار المطبوع في بيروت سنة 1810 ما ملخصة ان مرقس هذا كان يهوديا لاوياً وهو تلميذ لبطرس ولد بإقليم الخمس مدن وصنف أنجيله بطلب أهل رومية وكان ينكر إلهية المسيح ولم يذكر في انجيلة مدح المسيح لبطرس ومات مقتولاً في سجن الإسكندرية سنة 68 ميلادية قتلة الوثنيون ))

وإذا كان مرقس من أصل ليبي لماذا طردته دولة الروم باستثناء إخوانهم الليبيين أو قد تكون الحكومة الرومانية طردت عائلة مرقص اليهودية لمشاكل سياسية ظهرت بين الاحتلال الروماني وبين اليهود فطردهم الاحتلال لنواحي الشرق ثم عاد مرقس لإتمام إنجيله وتبشيره بمساعدة ليبيين إلي ان علمت به السلطات الرومانية وسلمته لرومان مصر .
أو على حد تعبير المؤرخين الذين نسبوا الطرد لعائلة مرقس إلي برابرة وأحباش وإذا كانوا برابرة وأحباش هم الذين تسببوا وافتعلوا فوضى ونهبوا كل ممتلكات الأسر المرقصية فأين دولة الروم العظيمة المعسكرون القابعون المحتلون للقارات وليس الشمال الإفريقي فقط ليفر مرقس وعائلته ميممين وجوههم شرقاً .

2- هل برطلس الواقع بين أبولونيا وقورينا هو المكان الحقيقي لمسقط رأس مرقس ؟

تناقض البابا شنودة الثالث والدكتور / ميخائيل اسكندر في تحديد مولد مرقس بالضبط قائلاً احدهم مولود في درنة والثاني في سيرينا وتبعد المسافة بين المنطقتين حوالي 80 ك م . وآخرين اغلبهم يقولون في المدن الخمس ومؤلف كتاب مرقس الإنجيلي يقول ولد مرقس في برطلس بين أبولونيا وقورينا ويضع اللوم والخطأ على النساخين والمطبوعات ومن هنا على رأيه يجب إعادة النظر في جميع المطبوعات والمنسوخات ولم يلتفت ابداً إلي تفاسير القران الكريم والي كتب قصص الأنبياء ولا إلي مفكري وعلماء المسلمين والذي لم يشك احد في مصداقية القران وقصص القران ولا احد ثبت عن عامة المسلمين في الماضي والحاضر أكاذيب أو تحريف لكتابهم السماوي . وجل الأقاويل عن مولد مرقس في غرب مصر وهي ليبيا الآن أو المدن الخمس التي كانت حدودها تمتد حتى أراضي القريبة من العاصمة المصرية القاهرة واعتاد عامة الشعب المصري إلي الآن بنعت العاصمة مصر وليس الفسطاط أو القاهرة والمدن الخمس الليبية شملت قديماً كل أقاليمها المجاورة بما فيها المقاطعات المصرية قبل الرومان وأيام الرومان ومن يسار النيل إلي الغرب تحمل اسم ليبيا حتى اوقيانوس أي المحيط الأطلنطي انظر كتاب ( نصوص ليبية ) للدكتور علي فهمي خشيم ص 212 وفي هذه الأرض الغربية من مصر تكثر فيها أسماء مناطق مثل مطروح ومريوط قريبة الحروف والمقارنة من حيث إلايقاع لنطق اسم القديس مرقس ومن هنا تقريباً لا جزماً ان مولد مرقس في بتراس مايور وهي البردي الحالية أو باتراخوس وهي عين الغزالة الحالية التي بها نبع ماء القريبة من مناطق شرق ليبيا وغرب مصر ثم انتقل ونشأ صغيراً في المكان الذي نشأ فيه المسيح عليه السلام

3- هل مرقس امن بالمسيح وهو في ليبيا قبل رؤية المسيح علية السلام في فلسطين ؟

قال مؤلف كتاب مرقس الإنجيلي عن إيمان مرقس بأنه امن بالمسيح وهو في ليبيا . إذ كيف يؤمن مرقس بالمسيح عليه السلام وإنجيله الذي نزل معه وهو في ليبيا ولم يجتمع به ولم يعرفه ولم يشاهد خوارق المعجزات من إحياء الأموات والنفخ في طيور طينية فتصير طيوراً بإذن الله فهي خوارق وبراهين قوية تدل على تشدد مطالب هؤلاء المتعصبين المحيطين بالمسيح عليه السلام ان يريهم علامات قاطعة على نبوة المسيح ليؤمنوا بالله وبالرسل والحياد عن الشرك وإيمانهم الفاسد . وإيمان مرقس بالمسيح يعني وجود مرقس إلي جانب هذا النبي المسيح ومعاصر له من صباه وبرفقته في فلسطين وليس بعيدا عنه في ليبيا خصوصاً هذا حواري وليس من عامة الناس .
وقضية التبشير أو نشر دعوة لرسخ إيمان دين جديد يلزم الداعي الصبر والسرية التامة وزمن مديد جداً وليس قصير خصوصاً هذا رجل حواري من الحواريين وليس نبي له معجزات وأسرار سماوية فاعتناق الناس أو مجتمع محاط بك يتطلب سلوك المراوغة ويزداد الداعي صبراً وحلماً مع عنفهم وهوانهم وكذلك إذا كانت هناك دعوة على مستوى شعوب من العالم يتطلب معونات جماعية ودولية وليست فردية ولتغيير عقائد وعقول مجتمع صغير في إقليم واحد من الأقاليم يحتاج لازمان طويلة من السنين فالأمر ليس بهين وليس باليسير فما ذكروه عن مرقس الإنجيلي بان مرقس قام بالتبشير بمفرده في أوطان متفرقة وبلاد كثيرة في فلسطين ولبنان وسورية وقبرص والبندقية ومصر وليبيا فكم من العقود والوقت لتتفرق دعواه وأين زملاءه الحواريين الآخرين المأمورين المكلفين الذين انتشروا في الأرض ان الدعاء لإيمان جديد يكلف الداعي أو المبشر في مكان واحد أعوام عديدة وضنك والأنبياء عليهم الصلاة والسلام كل واحد مكلف برسالة في بقعة واحدة انظر للنبي نوح عليه السلام وهو يدعوا قومه ألف سنه ألا خمسين عاماً في مكان واحد وما امن منهم ألا القليل بعد تسعمائة وخمسين سنه ودعا ربه على المعاندين من قومه فجرفهم الطوفان ولم نقرا عن نبي يسافر من قارة إلي قارة يدعو أقوام ونعلم ان الأنبياء تيسرت لهم الأسباب بمعونة رب العالمين التي تتعسر على البشر العاديين .

وفي كتاب المنجد في اللغة والأعلام ص 653 .( مرقس ( أو يوحنا القديس ) احد الإنجيليين الأربعة فتح بيته للرسل والتلاميذ في أورشليم .رافق بولس ثم لازم بطرس في تبشيره وكتب إنجيله حوالي 64 . ينسب إليه تأسيس كنيسة الإسكندرية ) .
فإذا كتب مرقس إنجيله عام 64 ليبدأ تبشيره بعد ختم كتاب إنجيليته واستشهد عام 68 هل تكفي أربع أعوام ليدعوا في المدن الخمس فقط ليتنقل بعدها للاماكن الأخرى في الشام وما بعد البحر ليتمم دعواته وتبشيرا ته.


4- هل تسمية الواديان الأول وادي مرقس الواقع شرق رأس الهلال وقبل مدينة درنة نسبة إلي القديس مرقس والثاني وادي الإنجيل الواقع شرقي وادي مرقس نسبة إلي كتابة مرقس لانجيلة في هذا الوادي أو قد تكون أسماء هذه الوديان حديثة ؟

أسماء الوديان أحداها وادي مرقس ووادي الإنجيل قد تكون منسوبة إلي أشخاص أو جماعات مسيحية هاربون بأناجيلهم متفرقين منتشرين في كل ارض فصادفوا هذه الوديان عن طريق الصحراء من الجنوب أو بحراً من الشمال بسفن راسية في شواطئ المتوسط ومن هنا أخذت الوديان أسماءها من الأناجيل المحمولة مع هذه الجماعة المختبئة وبعد ذلك فطنت بهم الدولة الرومانية وقد تكون أسماء حديثة ولو كانت قديمة لاستقطبت السواح أو الجواسيس المسيحيين القدامى لاعتبارات دينية وعقيدتهم المسيحية مثل أخوان بيتشي عام 1822 م الذين مروا على أطلال قورينا وبولونيا وجابوا الوديان ورأس الهلال إلي درنة وعادوا وهذا دليل على ان هذان الواديان في ذلك الوقت لا يحملان الاسمين الشهيرين مرقس والإنجيل والتي هي عندهم من أفضل البقاع وأكثرها جذباً من قورينا وبولونيا لكن اغلب الظن أنها لا تتسميان بهذه الأسماء والرحال جيمس هاملتون عام 1855م الذي استقر أياما في قورينا يستمتع بغروبها ويتفحص المنحوتات والأطلال ويمتطي جواده لإشباع فضوله ينظر في أماكن مجاورة لقورينا ولم يذكر هاملتون هذه الوديان التي ليست بعيده عن قورينا الذي جاء للبحث وليس ليحكي لنا غروب الشمس في مدينة قورينا فهذه الأسماء الأرجح أنها حديثة أيام الاحتلال الايطالي من أناس متدينين مسيحيين متطرفين لوجود ينابيع المياه الصافية في هذه الوديان .
وهل يجوز ان مرقس يختبئ في كهف ويكلف نفسه العناء ليكتب أنجيله في كهف أخر في وادي يبعد حوالي عشرة كيلو مترات ثم يعود إلي مخبأه ولماذا لا يكون مكان المخبأ والكتابة في كهف واحد واجتهد مؤلف كتاب مرقس الإنجيلي وهو يحلل التواريخ ان المدة الكافية ليدون مرقس إنجيله خمسة أعوام حسب تقدير المؤلف وللافتراض ان زمن التدوين شهور فهل باستطاعة احد ان يقوم بهذا العمل المضني والصمود حتى ولو شهر ذهاب وإياب سيراً أو على ظهر دابة بين هذين الواديين والمسافة الطويلة ووعورة الأرض وجواسيس وزبانية الحكومة الرومانية التي تترصد الغرباء وأعمالهم المريبة . وأنجيل مرقس ليس هو الإنجيل السماوي المنزل على النبي عيسى عليه السلام فما يكتبه مرقس هي حكم المسيح ووصاياه وأوامر بالمعروف ومناهي عن المنكرات أما الإنجيل السماوي فقد نزل وانتهى الأمر لا يحتاج إلي إنسان ليعيد النظر في الكلمات الربانية ويصححها ليعطي الإذن بالدعوة والنشر والتبشير

5- هل الحجر الذي وجده المؤلف والقائل انه جزء من وجه أسد الذي يرمز للقديس لم يكن أوهام أو خيال أنما شوهته وخربته يد الرومان العابثة ؟

ففي الجدار تحت الكهف المعلق في وادي مرقس وجد المؤلف حجر ناتئ فعلق قائلاً انه جزء من رأس أسد مهشم الذي يرمز إلي هذا القديس والحقيقة ان الحجر الناتئ صخرة طبيعية ولا تدل على أي جزء من معلم أو شكل أنما فقط تحليل خيالي ليس له سند ونسف قصة قد تكون أسطورية وقد تكون روايتها صحيحة عن رجل يدعى أبا محمد صالح دعا لربه ان يجلي هذا الأسد من الجبل الأخضر ونسبها الأستاذ المؤلف لمرقس بتأويله اسم ذلك الرجل المسلم من ابامحمد صالح إلي محمود الصفات وكلمة أبا فهي لقب البابا المسيحي كيف قلب المؤلف ابامحمد صالح وحوره إلي مرقس والذي كثرت أسماءه أو اللقابه من المطرقة ويوحنا و سمعان والتي ليست من جنس أسماء الليبيين القدماء المذكورة في كتب التاريخ على مستوى قادة أو زعماء أو قبائل فلا تقارب ولا تشابه وانظر إلي اسم الزعيم شيشنق الليبي , وقبيلة الليبو , والتحنو , والمشواش , والجرامنت , والتمحو .

ووجد مؤلف كتاب مرقس الإنجيلي حجر ناتئ ايضاً في داخل الكهف المعلق في وادي الإنجيل وعاينه وبعد المعاينة وتحليل وحسب رؤيته بأنها مصطبة اتخذها مرقس لكتابة الإنجيل لكن الحقيقة شكل الحجر الناتئ في جدار الكهف المعلق صغير ومنخفض ولا يستوعب وضعية شخص يكتب ومائل لا يتناسب مع سيولة مداد ذلك العصر لخفته وجريانه بسرعة من ريشة الكاتب المغطوسة في قنينة المحبرة وميول المصطبة يسبب سيلان وانحدار المداد النازل من رأس الريشة فلا يرسم حرفاً أو يتقن كلمة والكتابة تتطلب مقعد مريح ومصطبة مسطحة ومستوية وناعمة .

يقول مؤلف كتاب " مرقس الإنجيلي " ان مرقس كتب إنجيله باللغة اليونانية وحارب الرومان . ألا يكون هناك خلط وسوء فهم بين مرقس الإنجيلي ومرقس إمبراطوري وفيلسوف روماني قاتل الفرثيون وهم خليط من السقيتيون والإيرانيون أو برابرة شمال أسيا الغربية وأوروبا الشرقية ومرقس هذا له كتاب " أفكار " باليونانية ) انظر ص 653 من كتاب المنجد في اللغة والأعلام .

6- هل مرقس سكن في الكهف المعلق بوادي مرقس ؟

إذا كانت الإقامة حقيقة لمرقس في ذلك الوادي لماذا أوائل المسيحيين لديهم معرفة بمكان ميلاده وتاريخ ميلاده ولهم علم ودراية برحلاته بين الأقاليم واستشهاده ولم تكن لديهم أي معلومة ولو الشئ الضئيل عن اقامتة في وادي به نبع في الجبل الأخضر الشهير أو حتى الوادي الذي كتب فيه الإنجيل وهو حدث عظيم للكتاب المقدس / ولماذا لم تعتمد المسيحية عقب إعدامه التوجه أو الحج أو الاحتفال برأس السنة الميلادية في مكان سكن فيه القديس المناضل ومكان تدوين الإنجيل والتبرك بمياه الينابيع المتدفقة من هذه الوديان .

***

أما الاثارات والأبنية القديمة من المعموديات والقلايات والحنيات منتشرة في كل مكان في الجبل الأخضر وليست في الأماكن القريبة من برطلس فقط ... والأسماء لأمكنه في وديان الجبل تشكلت وتشابهت على مؤلف كتاب مرقس الإنجيلي مثل وادي الإنجيل ووادي مرقس حسب معرفته وفلسفته الخاصة فهو اجتهاد يشكر عليه لكن تشابه الأسماء وايضاً لتحويرها مثل اسم برطلس القريب من اسم ابرياتولس وبرطلس مكان اثري قديم يقع مابين شحات وسوسه والذي فات على المؤلف أسماء عدة لمناطق قديمة تقترب من ابرياتولس وليس اسم برطلس فقط مثل باتراخوس وهي عين الغزالة الحالية أو القرضبة أو بتراس مايور وهي البردي الحالية ويوجد مكان قديم وقريب من نفس الاسم في منطقة قصر اولبيا يطلقون عليه الأهالي اسم اقطلس واقتراب الأسماء من بعضها البعض ليست دائماً المعيار أو المقياس للتفلسف والتحليل والأخذ والرد لنستخلص الحقيقة ونحن لا ننكر وجود شخصيات مسيحية واثارات مسيحية في هذا المكان لكن كان من المفروض طرح أراء وليس كلاما قاطعا لا يستند ألا إلي أمكنه تتشابه أسماءها يجعل منها ثوابت ومرجعيات بان مرقس ليبي المولد والنشأة ولو قال مرقس رجل ديني لاجئ مبشر بالديانة المسيحية آنذاك من مكان الخطر والمنطقة المحظورة وتحديداً بلاد الشام ومصر أيام العصور الرومانية فصادف ليبيين وهذا رأي فقط وضعيف أيضا لكن لنفترض ان مرقس التقى بليبيين مرشدين على غرار مرشدين ليبيين أوائل لإغريق حطوا في اليابسة الليبية وجلبوهم لنبع أبوللو فكذلك هؤلاء المرشدين الجدد ارشدوا مرقس ورفاقه ليقطعوا الصحراء متخفيين على جمال إلي وديان بالجبل الأخضر به نبع ماء وكهوف لكتابة إنجيله والتي فيما بعد نعتت هذه الوديان أحداهما باسم وادي مرقس والثاني باسم وادي الإنجيل واستقر يبشر بتعاليم الأناجيل وكتابته لنشر ورسخ دعوته في صدور الأتباع في مكان محمي وحثهم على مواصلة الكفاح ضد الرومان فهو لاجئ من اضطهاد روماني في الشرق الأوسط إلي اضطهاد روماني في شمال إفريقيا فإذا كان هناك مرقس حقيقي تواجد في هذه المنطقة فهو لاجئ من الشرق وليس مولوداً وناشاً في هذه الأرض وفي النهاية هذا المبشر ان كان هو قادماً من الشرق لاجئاً إلي الجبل الأخضر ويحتمل ان يكون مرقس بعد ان أتم إنجيله انعت الوادي بالإنجيل الذي أنهى فيه كتابات الإنجيل تيمنا بهذا الانجاز المقدس وأوصى أتباعه بنشر الدعوة من بعده لأنه عازماً على ألعوده إلي مكان أو مهبط الكتاب السماوي فقبض عليه أعداء الوطن وأعداء الدين الجديد وأعدموه فقرر الأدعياء من وراءه في ليبيا نعت ذلك الوادي بمرقس الذي أقام فيه هذا المبشر تبركاً وتخليداً لأحد الحواريين البواسل وربما تذمروا منه الليبيون لما جلبه هذا الرجل من مشاكل سياسية مع الرومان فطلبوا منه الخروج بسلام وأعطوه الأمان وألا يؤذيه احد في أوطانهم على الأرض الليبية .

ويبدو ان الليبيين قبل الفتح الإسلامي عقيدتهم المسيحية هشة حتى الفتوحات الإسلامية ولو كانت عقيدتهم المسيحية راسخة متينة لتعصب بعض منهم لمسيحيتهم أثناء الفتح الإسلامي وبقوا على مسيحيتهم خصوصاً ان القادة المسلمين الفاتحين قانونهم الإسلامي أو شــــريعتهم الإســـلامية(لا إكراه في الدين ) وسبب ضعف عقيدتهم المسيحية راجع إلي عدم وصول مرقس الإنجيلي وبشارته لمنطقة الجبل الأخضر أو ليبيا بصفة عامة ولو وصل بالفعل لكانت العقيدة المسيحية ارسخ وأقوى في حاضرنا اليوم من أقوام آخرين فهو رجل من السبعين أو من الاثنى عشر على مفترق الروايات يعني انه شخص قديس غير عادي وفي الختام على كل واحد ان يبدي رأيه فان أبداء الآراء وطرحها دون تشدد وبعيد كل البعد عن نزعة الأنا ومصادرة كلام الآخرين وتهميشهم تفضي على الأقل لنصف الحقيقة ان لم تكن ثلثي الحقيقة .



نشرت في موقعي السلفيوم وصحيفة الوطن الليبية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق