الأربعاء، 12 أغسطس 2009

سنوات الكهوف المعلقة

معلقة كهف وادي العودة / اضغط على الصورة

معلقة كهف وادي طرطقو / اضغط على الصورة






أصعب الكهوف المعلقة وأيسرها في الجبل الأخضر

كهف معلق يرتفع عن الأرض ارتفاعاً مخيفاً في وادي منحدراته وعره والمسالك والمسارب المؤدية إلي المكان والجدار الذي يبطنه الكهف المعلق صعب للغاية وحتى الأرضية التي في أسفل الكهف مائل وتتعامل مع مصعد الكهف ألا وهي البكرات والحبال وشد وارتخاء بجهد جهيد وهذا الكهف المعلق يشتهر باسم ( معلقة العجوز ) في سفح زاوية العرقوب من الغرب بوادي اسويدان وهذا الوادي يفصل ما بين ( زاوية العرقوب ) وقصر ليبيا ( قصر اولبيا ) والوادي عميق شاسع ورؤية المشاهد لكهف العجوز مع كهوف أخرى في وديان الجبل الأخضر يحدد الفرق بين كهف معلقة العجوز وبقية الكهوف المعلقة في وديان الجبل الأخضر وهذا ما قاله كل الذين شاهدوا الكهوف المعلقة والمنقبين الباحثين وقطب المتسلقين ( بدرالدين محمد ) الذي عارك التسلق وشهد بنفسه غالبية الكهوف المعلقة بالجبل الأخضر لم يصادفه كهف معلق أصعب من كهف العجوز المعلق وزرنا هذا الوادي زيارات عديدة بصحبة العم عبد الرازق شقيق الوالد وفيصل أخي وتوجهنا لمعلقة العجوز من طرقها الوعرة ورفعنا أنظارنا صوب الكهف المعلق ونلتقط الحجر ونرمي لنقيس مسافة الارتفاع فلا تصل أحجارنا أو تصل بصعوبة والحق والحقيقة عندما أنهكنا رمي الحجر جلسنا نتأمل الكهف المعلق واثر الصعود لساكنه القديم وصمت يجلب الأحزان أطبق على الكهف ومحيط الكهف من اسافله وعلياءه والسفح بكامله ثم لممنا أنفسنا عائدين وفي نفس الوادي جنوب معلقة العجوز كهف معلقة الدخرسي .. والكهف المعلق الأدنى أو الخفيض بوادي العودة وبه أخشاب عالقة قوية صالحة ومتينة من عهود الإنسان الخازن وهو كهف صغير وارتفاعه بمجرد الرؤية الأولى لهذا الكويهف المعلق سوف تجزم بان قدراتك مهما كانت ضعيفة فالوصول بدون حبل إلي الكويهف من أسفلة حتى عتبته يسير جداً لتبلغ فراغ الكويهف الضيق الذي لا يسع آلا أشياء للخزن فقط لكن الوصول لهذا الكويهف بدون حبل محال وهذا الكويهف المعلق يقع في جدار كهف ارضي عملاق ولهذا الكهف الأرضي كهوف غويره لازالت تستخدم إلي ألان مبيتاً للماعز . وللكهف العملاق من داخله مخرج سري يسلك بك إلي أعلى السفح ومدخل الكهف العملاق مائل حتى قاع الوادي وميول المدخل يكثر فيه ألواح الهندي (التين ألشوكي ) . وموقع الكهف في سفوح وبطون زاوية العرقوب من الشرق يفصل بين زاوية العرقوب وبالحديد ويعج بغابة العرعار والزيتون والخروب وحمام النيسي وأصوات الرعاة المرافقين للماعز المهرج أنها وديان وبطون ارتبط بها الناس القدامى وسيرتبط بها المعاصرين بحـثــاً عن الهواء النقي





الأطفال والكهوف المعلقة


سكان الكهوف وأكبادهم في جوف الكهف وان الطفل الرضيع في كيفية نماءه في كهف معلق يختلف اختلافاً كبيراً عن طفل ينموا على سطح الأرض من نواحي نفسية وبدنية وعندما يبدأ الطفل في الحبو أو الزحف ينشغل الوالدان شغلاً كبيراً ايضاً ولا ينقطع هذا الانشغال ابداً حتى وهو يتعلم المشي انه قلق عالق وهاجس لا ينفك لرعاية الصغير إلي أن يصير عاقلاً قوياً لكن وهو يحبوا كيف كان يلهوا طوال الوقت في جوف الكهف أليس مقلق أن يظل حبيس هو ومن يلهيه في الكهف إن الطفل يمل النظر في ألعابه وأشياءه الخاصة في الكهف والقلق والاستياء يظهر على وجهه فيقلق أهله ومن معه فيحس الوالدان بهذا الضيق في نفوس أبنائهم وولعهم للتطلع خارجاً فينزلون بأولادهم خارج الكهف المعلق ليتكيف مع بيئته لا لينعزل في كهفه ليخرج عاجزاً عن التعرف الصعب بوطنه ومكان نشأته الذي هو قاب قوسين والشيء المؤكد الذي يتعلمه (جيل الكهوف المعلقة ) هي قيمة الحرية وقيمة العائلة ويكونوا أوفياء للذين خاطروا لأجلهم في الكهف المعلق وأودع الآباء الغالي والرخيص ليعيش جيل متشبع بأنقى عنصرين اثنين من الحنان حنان الوالدين وحنان الكهف وتصافت أذهانهم بنقاهة جبل خالي من الوساوس والملوثات وينموا جيل له انتماء جيل محترم لا غش فيه يعرف كيف يعارك الحياة ولا يستسلم فهم ليسوا مثلنا نلوم الآخرين ونجعلهم شماعات لفشلنا في أن نتخطى خطوة واحدة أو نبرع فقط في إيذاء إخواننا وأوطاننا أما هذه الأجيال السابقة التي نتحدث عنهم يجابهوا ويبنوا بيوتهم بأنفسهم وتعرضوا للمخاطر والجوع والعطش والحروب







الماء وساكن الكهف المعلق


في الكهف المعلق الفضلات القذرة وغيرها تحتاج إلي مياه كثيرة لتنحدر مع القنوات المنحوتة في ارض الكهف المعلق لصرفها إلي الوادي ولتنظيف الأثر والرائحة وكشطها من القناة تحتاج إلي مياه أغزر ومن خلال وجود أداة قمع لحقن الماء في القرب دليل على المحافظة وعدم الإسراف وليس قلة الماء وساكن الكهف المعلق يصعد كثيراً وينزل كثيراً فيفرز عرقاً كثيراً فيشرب الماء الكثير ولا بديل عن مياه الشرب إذا اظمأ ساكن الكهف المعلق ولا توجد في أيامه أنواعاً من العصائر والمشروبات الباردة المتوافرة في حاضرنا والحيوانات التي يقتنوهن ساكني الكهوف المعلقة من الجياد والماعز والبقر تستهلك الماء الكثير وتربية النحل المستهلك للماء ولا ينتج النحل العسل ألا بعنصر الماء المرتكزة خلاياها الكثيرة التقليدية هي أيضا في الكهوف العالية مجاوره لصاحبها في الكهف المعلق والدليل على وفرة المياه وعدم شحها أو جحيم جدب حارق وجود قناة خشبية عثر عليها منقبين في كهف معلق بطول المتر ونصف المتر تعلق في مقدمة سطح الكهف المعلق لطرد المياه ألمنحدره من أعلى الكهف إلي مكان بعيد عن جوف الكهف وساكن الكهف المعلق لكثرة ما يبذل من المجهودات في الصعود والهبوط وتوفير الغذاء وتفقد المحيط وتنجير وتصنيع مستلزمات الأكل والشراب يفرز سوائل غزيرة من العرق فيحتاج إلي مياه كثيرة للاستحمام لينشط بدنه ويتعافى من الهرق والكلل ولا ننسى الاغتسالات الثانوية عقب المضاجعات الزوجية . وان العثور على قرب " أزقاق " وازيار فخارية لحفظ الماء في الكهوف المعلقة هي للشرب والتبريد فقط لا يعني من خلال حجم القرب والازيار الفخارية تقييم نقص المياه أو شحها في بيئة الجبل الأخضر والماء من الآبار أو عيون أو برك أو مياه تعتصر من جدران كهوف معلقة أو كهوف في قاع الوادي أو من مغارات تتجمع في حفر صغيرة ملساء . ليست مياه تنساب عكرة مختلطة من الوحل وذرات الحديد مع مواسير صدئه ليشرب منها الإنسان ويغتسل بها وجهه وبدنه ويستعملها في أكله ونشكوا أمراضا كثيرة .


النساء والكهوف المعلقة


بكل تأكيد تفقد المرأة الساكنة في الكهف المعلق الملمس الناعم الرطب لكفوفها لاحتكاك اليدين بالحبل وهي صاعده للكهف أو هابطه والنسوة تقاسمن مع الرجال الحياة في الكهوف المعلقة والمرأة كيف كانت تصعد وتهبط وفي أحشاءها جنين أو تظل حبيسة الكهف المعلق والخلوة بزوجها لابد أنها عانت الكثير في الكهف بين رغبات الزوج وكيف تستتر من أبناءها أو أفراد أخرى عائلية والمرأة لا تجد الفراغ في الكهف لان المطالب وهي في الكهف المعلق أكثر من المطالب وهي علي الأرض وتتوزع أوقاتها وكيف توفق بين رعاية طفل خوفا عليه من السقوط وبين طهي وطحن واغتسال وإرضاء زوج وأسرة وهموم الكهف المعلق والفتاة كيف كانت تغازل وتتغزل وتراسل حبيبها إن الفتيات في زمن الكهوف المعلقة عاشن معاناة البعاد أو الآلام من أبراد الفراق لكن لا يعني هذا بقائهن في الكهف عانسات جامدات لا يطرق عتبات كهوفهن المعلقة احد من الخطاب ونسوة الكهوف المعلقة تصاب أجسادهن بضوء جليدي لكوكب القمر فلا ترتبك الأدوار الشهرية لدمائهن والكهف المعلق الذي عزل المرأة هو الذي أخصب شعورها الطيب اتجاه الرجل الذي يناضل لأجلها فحافظت على العشق إن كانت عاشقة من كل شائبة تضر بها .




العرسان والكهوف المعلقة

يتكلم مؤلف كتاب اوشاز الإسلاف عن عدم وجود دلائل واضحة لإقامة حفل زفاف في جوف الكهف المعلق لكن هل انتهاء الإعلان عن الزفاف وإعداد الولائم والرقص والغناء والزغاريد تترك اثراً فمن الطبيعي لا تترك اثراً وينتهي بانتهاء هذا الحفل وبتوجه العرسان لمكان الدخلة ومستقر العريس والعروس وهل منقب الكهف المعلق يريد اثر أو بقايا وليمة وبقايا رقص وزغاريد للاستدلال به على إحياء حفلات الزفاف أم ماذا وهو في الوقت الذي عثر فيه على مواد اعتبرها أشياء ثانوية وهي حاجيات بعينها لامرأة عروس وهذه الحوائج تتكون من مكحلة ومراود وورق مادة الحناء التي في الغالب تستعملها النسوة العرائس في أيامهن الأولى وامرأة بمكحلتها وحناءها في الكهف المعلق هي عروس وتنتمي لعائلة تعيش حياة الترف ومن خلال هذه الظروف السكنية في الكهف المعلق تبدلت عادات وأحوال الزفاف والعرس وقد تكون اندثرت عادات حسنة وابتدعوا عادات سيئة مثل فض غشاء البكارة باليد وإشهارها برمي المنديل ففي عهد الكهوف المعلقة تقام الوليمة ويشهرون الزفاف بالغناء والتصفيق والزغاريد وتتهيئا العروس في الكهف المعلق تنتظر صعود العريس من حافة عتبة الكهف يحمل منديله ليلفف أصابعه وإدخالهما بكل عنف في فرج العروس المستسلمة ثم بعد ذلك العنف يرمي العريس المنديل من كهفه لينزل المنديل بسلام ليستلمه أهل العروس في قاع الوادي فان كان ملطخاً بالاحمرار ارتفعت الزغاريد في الوادي وعائدين مبتهجين تاركين ابنتهم ترقد مع عريسها والتي سوف تتفاخر هذه العروس وتتباهى بهذا الزوج الذي انعزل بها في الكهف المعلق



شهر الصوم وسكان الكهوف المعلقة

سكان الكهوف المعلقة كيف يستقبلون شهر الصيام كيف يقضون نهارات الصوم وحتما يعتمدون على الهلال في الصيام عند رؤيته والإفطار كذلك ما هي تقاليد قضاء أوقات الصوم وانتظار مهلة موائد الفطور وأوقات السحور هل شعائر التراويح أقاموها في المساجد أم في كهوفهم أم لم يقوموا بإحياء هذه ألسنه لأسباب نجهلها هل منهم متهجدون قائمي الليل وهل ارتفعت في جوف الكهف المعلق أصوات تراتيل الذكر الحكيم وكيف يتزاورون في الأعياد هل يكلفون أنفسهم عناء النزول والتسلق للتزاور والتهنئة ما هي أوضاع ساكني الكهوف المعلقة في ليالي القدر ما هي ادعيتهم في هذه الليلة المباركة ماذا يريد ساكن الكهف عندما يرفع اكف الضراعة لربه بالتأكيد يدعو في طلب السلام له ولا بناءه ولمجتمعه ولوطنه وإهلاك العدو العثماني الذي ملك أمرهم ويدعو في طلب المعونة في جلب رزق الحلال والوقاية من الأوبئة ومن الخيانة وان ترعاهم العناية الربانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق