الجمعة، 2 أكتوبر 2009

الذئب المفترس



الذئب حيوان شرس حر يمتاز بالذكاء والحرص البالغ وله فكوك قوية حادة يتغطى بوبر اسمر مشوب بالصفرة أو اصفر مشوب بسمره والغابة تؤمن له التمويه والاختفاء والغابة الواسعة اذا خلت من هذا الحيوان تماما فهي غابة ينقصها الجمال كالعشب الأخضر والزهر ينقصه الشمس والدفء والذئب بلا محيط من الخلاء الفسيح والغابة الحرة الكثة فهو ناقص الوقار ولا حماية له وللذئب حنجرة صافيه لإطلاق عواءات إذا أدركته نوبة الغريزة وقد يختفي الصوت مده طويلة مما نحس بافتقاد شئ في رحاب الامتداد من ارض الخلاء والذئب الذي تربي في المنتزهات والحدائق السياحية فاقد للجاذبية وروعة الحياة البرية بينما الذئب الحر الطليق في البراري يقتات بنفسه جميل وظريف .والذئب العدو الأول للغنم وكلما سنحت للذئب فرصة في إلحاق الاذي بالغنم يتمادى ويغير حتى في وضح النهار وللذئب حضوره المباغت إذا سمع الراعي يتكلم كثيرا في طرف الغنم فيحدد الذئب مكانه وجهته ليتربص من جهة أخري للافتراس وسط البطون والوديان الو عره والمنحدرات فهي أماكن خطره وإذا فطنت به الكلاب فهروبه سريع منكسر وخبيث والذئب ينقض علي ضحيته بعضه من الرقبة للقتل وكتم الصوت منعآ لإحساس الراعي أو الكلاب وربما حتى الشياه القريبة من الضحية وإذا رأت بقية الشياه المحيطة بأفتراس الضحية جفلت وأربكت الغنم بالكامل وانضمت للجفول وقد تنقسم ((تستفرع))مفزوعة إلي جماعات وتصاب بالهلع والفوضى ومن غرائب المشاهد إذا تم إنقاذ شاه من فم ذئب تقف الشاه مفزوعه ومجنونه هاربه تلاحق الذئب المفترس وهو مشهد مسلم به والذئب لا يحاول الاقتراب من الفريسة القريبة من جدار أو كهف أو جسم غريب لشدة حذره وحرصه المفرط وإذا حصر في مكان ما يستميت في الدفاع عن نفسه ولا يستسلم .
((قال الأصمعي : دخلت البادية فإذا بعجوز بين يديها شاه مقتولة وجرو ذئب مقع أي خبيث فنظرت إليها فقالت أتدري ما هذا ؟ قلت لا .قالت :جرو ذئب أخذناه وأدخلناه بيتنا فلما كبر قتل شاتنا وقد قلت في ذلك شعرآ قلت لها ما هو ؟ فأنشدته :







بقرت شويهــتى وفـجعت قــلبــي


وأنــــت لـشــاتــنا فيـــنا ربيــب


غـــذيت بدرهــا وربــيت فــينــا


فــــمـــن نبــأك بأن أبــاك ذئـب


إذا كــانت الطباع طباع ســـــوء


فـــــــــلا أدب يفيد ولا أديـــب





ويقال في المأثورات الشعبية (( الذيب زين للدخلا والد خلا زين للذيب )) والذئب العادي الذئب المتمادي في الاغاره خلسة ولم تتناوله الكلاب لخداعه وشراسته وعجز الرعاة من القبض عليه إلا بعد مشقه ومده مديدة ونصب الفخاخ وخسائر في المواشي والذئب ينظر إلي الشياه في مراعيها منكبه بأفواهها ترتع فيقول قوتك قوتا لي.





من كتاب اغنام وابقار للكاتب / عبدالسلام بدرالدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق