الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

نرقد عقاب الليل




نرقــد عقــاب اللـــيل وانوض بالغطــا ... ونبقـى مقــمعــز نين يظهــر نهــارهـا

ونمشي على كرعي واندور فــالــخــلا ... ونبقــى انبـهـــت ايمــينهـا ايســارها

ونقــند مع لشعـاب وانجي مع لعــلا ... ونحدر مع الوديان حــامل اوعـارهــا

ونظهر مع لجبال ما انحـــاسب الخطــا ... ونبقى انقـــابل في الهلابي اصــدارهــا

اندور على لجـــواد وانـدور ع الـنبــــا ... وننشد على لجــواد قطعــن اخبـــارهــا

الـــدنيـــا امتـــاع الله شيـــــالة الـعنــــا ... ما القيت غير اوهام جــرت اديـــارهــا

قمعــــزت اوبكيت وخفت عالعين تنعما ... عطيتا دقــايق نين شــــــــالت انظــارها

صبيت دومت بي لارض رديت ع البكا ... كــان البكــا لجــواد ياخــــذ بثـــارهـــا



( علي اسليم )



الـشــاعــر




والشاعــر برأي العلم والعمية ... إنسان ف الطبايع والو جاب أديب


عنده إحساس وعقل وإنسانية ... أبروحه أيجنب ع الخطــأ تجنيب


وان جا للخلايق يفرحوا في جيه ..ايفزوا بضحك ولعب وتشرهيب


وين ما ايقمعز يقعدوا طرحية ... وينسوا همــوم الوقت والتحسـيب


وان كان ما حيوه محية مرخية ... سماحته إيجي بيده بــلا تكـــريب


وهم يسكتوا ما عــاد تسمع زيه ... وهو بينهم يحكـي أتقول خطـيب


لأجل أيخاطب في ضمائر حية أبضرب الحجايج ف القلوب أيصيب


وان جاب القصيدة في ظروف كدية .. كلامه دوا للجرح كي الطبيب


ايجيبلك معاني وأمثــله شعبية ... امنين م الكواين مـا تكــون رعيب


وان كان اتكأ مظلوم سـامع سيـة .. أو ثار ودعـا ودعــاه بالتنجيــب


إيجي ف النظر والمال والذرية ... ولو في نصارى عابدين صليب


نهاية المطاف الشعر له هميه ... إن كـان ما أتقيمه سـيــبه تسيـيـب

( علي أسليم )





من كتابي / حكم واقوال مختارة

الاثنين، 28 سبتمبر 2009

ذاك المعلم





قـم للمعـلم وأعـفه التنكــيـــلا ... كـــاد المعـلم أن يمــوت علـيـــلا

قــم للمعـــلم انه يا صــاحــبي ... يـريـد مـنك صــرخة وعـويـــلا

وأســفي عـــليه من الهــــوان ... مــــن هــو لــيس له مــــثيـــــلا

ذاك المعــلم انه بعــلومــه ... شــق الطـــريق وأوقــــد القــنديـــلا

أمـام الوافـدين علي الحيــــاة ... فأنار الــدرب وأســــس التـبديـــلا

لأمـزجة يعـالجها بكل صــبر ... فـــــلا يمـل ولا يــكــون بخــيــلا

فهـو الــذي درسنــا العــلوم ... وقـرأنـــــا القـــرآن والانــجيـــــلا

وعلمنا ما لم نكن نعــــلم ... أليــس المعـــلم في الحيــاة دلـــــيـــلا ؟

صــــادق مــن قـــال فــيــه ... قــم لــلمعــــلم وفــه الــتبـــــجيـــلا

فكــيف يقــابل بالجـــحـود ... مـــــــن هو للنــاشئـــين خـليــــــــــلا

وكـأنه ما أصاب حقــيقـــة ... مــن قـال كـــاد أن يكـــون رســـــولا

يا رسول العلم أيها المفلس دائما ... يا من بفضلك قد بنيت الجيـــــلا

لا تخـــف ضـنــكا وفــقــــراً ... ولا تــــكن عــــــــــبداً ذليــــــــلا

فـمــقسـم الأرزاق حـــــي ... فــهــــــــــو يعـطـــيــك الو ســيـــلا

ولا يثني عزمــك من جهـــلك ... ولا الإيقــــاف ولا التنــكيـــــــلا

فلست ممن خانـوا الأمانة ... وعلى حسابك ملكوا المستحيـــــــــلا

ممن تـتلمــذوا على يديك ... وكـنت لهم جــســـــــــــــــرا ثقيـــلا

عبروك وأنت ثــابــت ... فأجـــــــادوا النــهـــب والتـــمـثيــــــلا

وأنت كــالمصبــاح دومــا ... يــنفـــد وقــوده لينـــير سبيــــــــلا

فضلك علي البلاد مسجل ... بحـــــــــــــــروف نور كلها اكليلا

الأمين والمهندس والطبيب ... أنت الذي أكسبتهم تأهـــــــــــــيلا

فمنهم من أدار لك ظـهـره ... ومنهــم من حبــــــــــــاك قليـــلا

معلم أنت ما كنت مرتشيا ... أبدا ولم تأخـــذ ( البرطيـــــــلا )

منك العطـاء ومنك الوفــاء ... هـيهــات أن نرد لك الجمـيــلا
( خالد موسى شعيب )




من كتابي / حكم واقوال مختارة

جز الصوف والشعر




العادات المألوفة لجز الصوف إن يقوم صاحب الغنم ببناء خيمة وإيجاد ألات الجلم وتجهيزها واستدعاء مجموعة توكل إليهم الأعمال آلاتية :-
1- الجلام : - ويقوم بعمل جلم صوف الشاه
2- عضروط :- يقوم بصرع وربط الشاه
3- رحام : - يقوم بتحرير الشاه المجلومة من الربط
4- الفكاك :- مكلف بلم الصوف بعد جزها من الأمهات وجز صوف النعجة يتطلب خبرة ووقتا وهذا ما الزم الجلام صاحب الموهبة أو المؤدي للغناء إن يرفع عقيرتة لتقصير وتخفيف العمل والجمع والحفل وأعداد الولائم مخصوص للضأن فقط أما الماعز لا يقام له هذا الجمع والحفل لجلم الشعر ويرجع السبب سهولة الجلم وسرعة التعامل مع الماعز بكل يسر وجز النعجة ربط قوائم ثلاث والرابع مطلوق كي لا تتأذى علي حد تعبير المربيين والبدء في الجلم وهي مطروحة أما العنزة تربط واقفة من قرونها بحبل مربوط في جسم أعلي من ارتفاع وقوف العنزة ومشدود منعآ لبروكها وربط أحدى قائمتيها الخلفية ومشدود للخلف ايضآ ومربوط في مربط منخفض لثبات مؤخرتها للجلم المريح و أثناء جز الصوف أو الشعر تترك أصواف وأشعار علي أجسام الكباش وفحول الماعز للتمييز والتجميل .
والجزء المتروك نوع من التكريم وتحديد مرحلة العمر ففي الضأن جلم الكبش كل الأصواف العالقة به عدا جزء فوق الغارب تسمى قشاطة والخراف الصغيرة السن تترك لها قشاطتين علي ظهر كل منهن جزء فوق الغارب وجزء فوق الكفل .

وفي صنف الماعز جلم الذروي كل الشعور العالقة ببدنه عدا الغوارب وهذا الجزء المستثنى يسمى ذروه وجلم السداس والتيس كل الأشعار العالقة به باستثناء الغوارب والإطراف والظهر والشعر المتروك فوق الظهر يسمى أجلال والإطراف تسمى سراويل ( فحل مسرول ) والشعور المستثنى تهذب وتتجمل وامتناع جلم الشعور التي فوق ظهور الإناث المسنة للحماية من طل الصيف ولم يكن الصوف والشعر رخيصآ بهذا الشكل ومهانا و مستقذرا مثلما نراه اليوم ومرمى في كل مكان بكميات كثيرة حتى في أمكنة القمامة بينما البسطاء من أزمان خالية يتعقبون أماكن الجلم لجمع مزعات الصوف والشعر التي تبقت من أثر الجز واللون الغالب في ألوان الصوف اللون الأبيض واللون الغالب في ألوان الشعور اللون الأسود والأحمر وفي الوقت الحاضر لم يرغبوا المربيين والرعاة في الجزازات الكهربائيه الحديثة مستعينين بالجزازات اليدوية القديمة لكي يستمتعوا بنكهة احتفال الجلامة لكن حتما سوف يستقبلها الجيل القادم ويغيب هذا الإرث ويكون في خبر كان ياما كان في غابر الأزمان والأيام .. جـزازين في خيـــــام .. وأغـــــاني وأغـــــنام .. والكـتــاف والجــــلام .. والعضروط و الرحام .



من كتابي / اغنام وابقار

السبت، 26 سبتمبر 2009

الشكوة ( زق اللبن )




بعد إن تستلم المرأة الجلد المسلوخ المراد دبغه للحصول علي شكوه تتركه عمداً مدة يوم أو يومين ليتعفن وهذه العفونة مقصودة لنزع الشعر بسهوله وبعد انتزاع الشعور بالكامل نملئه بالملح مدة يومين ثم نفرغه واملاءه بمسحوق العرعار أو غليه في ماء فيكون سائلآ لزجآ وحقنه في الجلد وطمره تحت حجر ثقيل ومعاينته لقضاء فترة كافيه ثم سحبه والبدء بتمنين ( دعك ) الجلد وحكه ليتشبع بكثافة بمادة العرعار لترطيبه ويطول الشغل أكثر من خمسة أيام تقريبآ ونقوم بإفراغ الجلد من مادة العرعار وكشط باطنه وظاهره بالسكين وملئه من جديد بالملح مدة يوم أو يومين وأفراغه وحقنه بمسحوق العرعار والدعك لفترة أسبوع ثم تخاط رقبته وربط أرجله بخيوط جلديه لنحصل علي شكوه لمخض اللبن .


ملاحظه:-


1-قد يملئونه برماد النار عند نزع الشعور لدبغه في أقصر مده لكنه غير محمود في النهاية لأن الجلد مئالة للضعف والسواد في اللون


2-قد يضيفون جذور البلوط بعد دقه وسحقه وخلطة بمسحوق العرعار وفائدة مسحوق جذر البلوط احمرار الجلد وشده وقفل المسامات لمنع ترشح السائل أثناء المخض.


من كتابي / اغنام وابقار

اللبن



تجميع الحليب ليروب أي صار حامضاً و المدة الكافية لريبه تابعه لدرجة الحرارة فإذا كان الوقت حاراً تستغرق يوم وإذا كان بارداً فتزيد عن فترة يوم ويدثرون الشكوه بغطاء لإحمائها قليلاً ولا تبدأ المخض الا بعد إن يروب الحليب وعمل المخض نفخ الشكوه وطرحها فوق الركبتين للبدء في رج الشكوه يميناً و يسارآ والسائل يندلق بخض ايقاعى مقرون بترانيم المرأة الماخضه مع لمسات الكف المطبطب لجسم الشكوه وكل هذا الشغل لحصر الزبدة وفصلها من السائل ثم تلقيم ذرات العرعار أو الحلبة في الشكوه لخلطه مع سائل اللبن المشروب و مخض الشكوه جهد جهيد مبذول والمرأة الباذلة العاملة في أداء مخض الشكوه مخلصه قريبة من شكوتها الممتلئة في حضنها وببطن الشكوه يندلق اللبن الطري الطيب والشكوه دبغت بالملح ومدعوكة بنباتات مطهره مأمونة صحية وإذا أمتلئت بسائل الحليب لمخضه فيصير لبناً طيباً معافياً أما المخض الميكني الحديث غير مأمون العواقب لأن سائل اللبن الذي بداخل أناء المخاضة لا يسلم من ذرات المعدن الضارة أثناء المخيض فيختلط مع الحليب الممخوض إلي لبن مشروب غير نافع وغير موافق للأبدان وان استمرارية مخض اللبن لاتمام نضجه وانتزاع كثافة دهن الزبدة يزيد من السائل نكهه ولذه وصحه.
ومن العادات المتبعة أو المتعارف عليه في البادية أن من قدم له قدح الحليب أو اللبن فإذا لم يكن جائعاً مثلا أو يرى اشياء غير مقبولة ففي كل الأحوال لا يرد الضيف هذا الكرم فأقل القليل إن يضع اصبعه ويمصطها أو يرشف رشفة واحده بفمه فأن الضيف إذا رفض ولم يحترم هذا العرف انزعج المضيف وان الضيف لا يستحق هذا التكريم ولكن في الحقيقة هناك استثناءات لأن بعض النسوة الماخضات لا تحسن العمل النظيف الصحي إثناء المخض للشكوه وان المشاهد قد يتقزز ويرفض اللبن علي الاطلاق اما عن المخض الميكنى ايضا لا تخلوا من الصحة المسلوبة لأن معدن الاناء الميكنى الذي بداخله اللبن الممخوض بها امكنه غائرة وزوايا في مروحة أناء المخض لا تصلها المنظفات فتترسب فيها فضلات واوساخ فتنموا فيها الجراثيم ولا يسلم من أخلاط صدء المعدن أو الذرات المتساقطة من تآكل الآله لشغل المخض المستمر ورواب الحليب تباعا لدرجة الحرارة فإذا كان الجوحار قد يروب خلال ساعات وان كانت الأجواء باردة ربما تستغرق يوم وليله وقد يدثرون الإناء الذي يحتوي الحليب لريبه وإذا كانت الكمية كثيرة ويروب في اقصر مدة زمنيه تكن حموضته أقل ولذيذ وطيب وإذا كانت الكمية قليلة أي ادرار الدواب قليلة يوجبوا توجيب أي استجماعه قليل مع القليل ليروب في زمن أطول مما تزيد من نسبة الحموضة في الحلب المتجمع والحليب الذي يسرع في الحموضة هو الحليب المستحلب من الماعز وقبل مخض حليب الرائب يقتطعون منه شي قليل ليضيفونه إلي حليب جديد استحلب ليروب في أسرع وقت خصوصا في مواسم البرودة .


خاثر :- لبن كثيف أي نسبة الماء فيه قليل جدا


لقط :- لبن متقطع وهذه القطع شبيهه بجلطات الدم وهو نوع من الخلل في الشراب إلا انه يتحول إلي مشتق أخر من مشتقات اللبن وهو الكشك أو المالح وهو لبن مجفف.

القاب اللبن :-
بياض – شنينه- در – اشهوبة .
. وينعت الحليب لبنا عند العامة الممخوض المفصول زبدته والحليب هو الذي لم يصل مرحلة المخيض ولم تنفصل زبدته .


من كتابي / اغنام وابقار

الجمعة، 25 سبتمبر 2009

بقــر



رتع البقر الوطني للمنبوتات مثله في ذلك كمثل الماعز لرعي الكلاء في سهول الجبل وأوعاره والبقر الوطني رشيق يرعى أمكنة يصعب علي البقر المستورد ارتيادها والرعي فيها لأن البقر المجلوب من أوطان منبسطة ضخم وشره وخطاه ثقيلة والبقر الوطني مقاوم للتقلبات البيئية و الاجداب وسريع التخفي و المواراة وسط الغابة والمسالك المظلمة في رمشة بصر يتعمد الاختباء عن مرافقة الراعي ليتسلل إلي أراضي زراعية حتى وان كانت مسيجة ولخفته ورشاقته يقفز مجاوزآ السياج أو يخترق فجوات للوصول إلي الزرع أو أوراق شجر مثمر لالتهام كلاء غير مشروع والبقر الوطني يلتهم أي شئ يصادفه حتى وان توفر الكلاء الطبيعي ومن دواهي البقر الوطني دخوله البيوت خلسة لألتهام خبز أو دقيق ومن أقاصيصه العجيبة يحكى أن قطيع بقر عائد من المرعي يسوقونه للمبيت داخل الزريبة وفي منتصف الليل تقفز أحدى البقرات وتتجاوز سياج الزريبة باتجاه الزرع في الظلمات ولكي لا يحس بها أحد المارين من جنبات المساحة المزروعة تقصد وسط الزرع لتواري عن الأنظار السنابل المقطوفة لتبدن من الشبع وتعود خفية إلي زريبتها بريئة . والبقر ليس أكثر من الغنم في الرعي المرهق وإذا جنحت بقرة واختفت للولادة فلا خوف علي صغيرها من الافتراس فهي تدافع عنه ولا يستطيع الحيوان المفترس الاقتراب من الصغير في الجبل الأخضر والبقرة الوطنية إذا ولدت في الخلاء اخفت صغيرها وعند اقتراب غريب أو شخص من مكان الصغير تبتعد البقرة ألام لتمويه الغرباء وإبعادهم عن الصغير المخبوء وهذه المخافة طبيعي وغريزي في سلوك الدواب .البقر الوطني موطنه الجبل الأخضر لتناسب المناخ والكلاء وفي غابة الجبل وكهوفه يجد الملاذ والاحتماء من البرد ولسعات البوطقوق (( النغف)) في حرور الأواخر من موسم الربيع .
البقر يحتاج إلي راعي خبير في رعايتة وقوي في مصارعته والتصدي وإمساكه مع أجزاءه الحساسة من بدنه كالذيل والمنخرين.والبقر أعتمد عليه الإنسان في جر المحراث لقلب التربة .والبقرة أم الثور الذي حمل الأرض علي رأس قرنه في أقدم الأساطير والبقرة أم الثور المصارع الهائج المخيف والبقر الوطني حساس وينوح إذا صادف بقعة الدم ويحوم ويبحث بظلفة وينفنف . والبقر حيوان مقدس عند أحدى الشعوب الكبيرة.وكانت في بادية الجبل الأخضر إذا أصيبت البقرة بأصابة طارئه ككسر لا يجبر مثلا أو مرض لا شفاء منه تذبح وتقسم إلي ثمان مقاسم ((أجزاء)) ولا تصاب الناس بأي عدوى لطهارة البيئة وطهارة المراتع والمياه وخلوها من القمامة وهذه الأجزاء الثمانية كل جزء منها تعطي للمستلم ويعطي المستلم مقابل هذه القسمة ميزورة شعير أو قمح أو شاه لتعويض صاحب البقرة المذبوحة وهي منافع متبادلة للطرفين وعرف متفق عليه في بادية الجبل .


من كتابي / اغنام وابقار

ماعز

لادرت ضان ولاني من اسياد الناقة .... غني بكسبتي لخية ارقيق ساقه

غني بالدرعـــــــــــــــــــــا ....
ما انحط سوداني بروحي نرعى

وياخذوا حتى ضناي فيها قرعــة .... رعاية مودة لا حرمصة لي سواقة

واتحق المحنة كي اتجي للترعــة .... هي واغذاها وين ما اتلاقــــى

ترويه جديها م الحليب بسرعـــة .... ويفضل النص وفوق للنفاقــــة

تحلب وتمخض ونيدمو بالقلعـــة .... ونذبحو للضيف ونكرمو الرفاقــة


***

غني بالــــــحوا .... راس مال جدي مالفت لي تـــوا

مكسوب الجبل حتى ان كان املوا .... عليقة اتحيد الورق من ســــاقة

اتخشة وتاكل العفا من جــــــــــــوا .... وتقصع الجرة من لذيذ مــذاقــة

***

تاكل السلــــــــوفة .... لا تخاف من سو ولا اتجي منتــوفة

ولا اللي اتهنبر كان مي معلــــوفة .... ولا اللي تداعك الضنا ع البــــاقة

ان جاعت ترقى في طبق واحجوفة .... بروحا اتعشي ما تعيش لصاقــــة

***

تاكل القندولة .... ما اتراجي شكارة اتجي مشـــيولـة

وهي اللي اتحمل مي اللي امحمولة .... ولي اللي ترجا م البحر في براقـــا

حمالة القريضة وهي اللي ميكولة .... مينة الرباع اللي مشلشل ســـاقــة

***
تاكل جرده .... وقندول من شـوكـة اتنـقـي ورده

دلالها اوعار وخيهـا في الغرده .... تنقيز جديها سبحان كيـــف عنـاقة

واغذاها سروحه مغير كيف الزرده .... روايا لرتعة مايســـيل اريــاقــة

***
اتخش الجداري .... اللي روس شــوكة تقـــول ايباري

وتاكل الضمخ منه وهو متواري .... اللي لا طاله غيــــــرها لا ذاقـة

وتمسح الكبـد ان كان جت لشماري .... حنّونه تعلا غير هــي عـــلاقــة
***
اتخش احلوقة .... اموية سما فيهن وفيـــــهن روقـــة

تحلف عليهن ما هوتن طــوقة .... لا بقر جاهن لا اتجيـهــن نــاقـــة

فيهن الكلخ اتنـتشه بعـروقـة .... وبطوم تاكل حبــــته واوراقـــــة

منبوتن طري ديمه غيرها مايذوقة .... ولاى مستغوله بالحيــل لاى زمـاقـــة

للوعر من غادي هي اللي مخلوقة .... الا الحي كله رزقه على خــــلاقـــة

سبحان من مسخر في الحجوف اشقوقة .... فيهن الغابة نابـــتة برواقـــــة

وكيف الصفاة اتحقــها مفــــــــــــــلوقة .... وفيها نبات امهنـــدلات اوراقـــة

تعــرف الحيــة كــلـها مــــــــــــرزوقة .... وتعرف قســم صحيـح ارزاقـــة



(( الصادق عوض ))

الأربعاء، 23 سبتمبر 2009

ابنائي

عبداللطيف عبدالسلام / محمد عبدالسلام / ابنائي كل عام
وانتم بكل خير وسعادة

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

ذبيحة المرأة


كثير من الرجال وحتى نسوة لا يتناولون لحم دابة مذبوحة بيد امرأة ذكرت البسملة ورفعت ألتكبيره وهذا ما رأيته فعلاً في الحقيقة فهل لهذا الكره أو الامتناع سبب هل إن النسوة اللاتي هن أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا وزوجاتنا تكمن فيهن القاذورات والتقزز والروائح الكريهة والنجاسات فما هي الأسباب التي من اجلها رفض بعضهم الانكسار أمام لحوم من ذبائح نسائية .
إن المرأة في المجتمع الليبي لا تذبح ألا في ظروف زمنية طارئة ومجبورة وفي أوقات لا يتواجد فيها رجل ينوب عنها الذبح لدابة مجروحة أشرفت على الهلاك وفي عجالة اضطرت أن تقوم بذبح الدابة التي فيها قليل من الحياة وهو في الشرع الإذكاء (( ما ذكيتم )) معناها ما أدركتموه وفيه حياة فذبحتموه .
ومن أحداث الذبائح في بيئتنا أن امرأة وجدي مجروح يتخبط أمامها ولم يكن في المكان رجل فأمسكت بمقبض السكين وبيد طفل صغير لا يتجاوز الأربعة أعوام لتستأنس به لجر الموس على رقبة الجدي المتخبط وذبحته لتنتظر أول رجل يقوم بسلخه .
أما النساء في بعض البلدان الأخرى اعتدن وبشكل طبيعي جداً ذبح الطيور والأرانب واعتاد رجالاتهن في مجتمعهن التكيف والأكل لذبائح هؤلاء النسوة والطنب في هذا الموضوع أو السؤال المحير لماذا يمتنع بعض الرجال عن أكل الذبائح النسائية ؟
في معتقدنا إن امتناع هؤلاء من رجال ونساء ليس القرف من تعامل المرأة مع هذه الدواب وذبحها ولمس جسم الذبيحة بيديها أو الدماء الذي ينزف منها في مدة الحيض التي يقرف منها أقوام أهل السبت ويضربوا الحواجز بينهم ونسائهم في الأكل والشراب والنوم وألا يتعاملوا معهن فترة الطمث .
أن الأسباب الغالبة لهؤلاء الرجال والنساء الممتنعين هو شعورهم بالخوف من هذه المرأة التي أقدمت بكل قسوة على ذبح دابة ورؤيتها لسيلان الدم الأحمر لأنهم عرفوا الطبائع التي جبلت عليها المرأة والتي لها خلقت وعرفوا أنها تحس وتبكي وتتأثر من أنواع العنف وتداوي الجرحى وتنجب طفلاً تقوم بإرضاعه والتحنن عليه وادفاءه والمرأة هي نواة الخير في كل مكان والمرأة مهما علت فهي رقيقة على الدوام أما المرأة التي تذبح ينظر إليها رجال ونساء ممتنعين عن أكل ذبيحتها بمعيار امرأة استبدلت وردة بيدها أو إناء حليب أو ماء بالموس لسفك دماء فهي غليظة ومخيفة وبشعة وتغيرت إلي غولة نسمع عنها في الحكايات فقط فهي في الباطن سفاكة شرسة وهاجس مريب لدى الرجال الممتنعين عن ذبيحة هذه المرأة ولم يمتنعوا عن ذبائح المراهنين لغير الله من اجل نادي يفوز أو الفريق الفلاني ولم نسمع نقداً أو احتجاجاً من احد الأدعياء المتربصين الذين يرون أنفسهم هم الحكم والفصل في ما يغضب ويرضي رب العالمين .
وإن هؤلاء الرجال مذهولين من عناصر نفيسة لطبيعة امرأة تنقلب لجزء بسيط من أجزاء عنصر الطبائع القاسية العالقة بصفوف رجالات الدكتاتوريين والمجرمين فهي بهذا العمل أصابت نفسها وروحها بشئ من نجاسة القسوة والمرأة وطهارتها ونجاسة السكين في يدها هي حالة غير محسوسة وفلسفة شبيهه بفلسفة البراز وسائل المني الخارج من الرجل فرائحة السائل المنوي ليس بطارد ولا يفوح ولا شكله مقزز وهو ليس كالبراز بشكله القذر الطارد الفائح المجلب برائحته الغثيان والتقيوء وهنا من اغرب وأعجب ما في الشرع الإسلامي الحنيف أنه فرض الغسل أي بتعميم الماء على كل بدن الإنسان إذا خرج منه المني أما البراز النتن لا يوجب الغسل لكامل البدن عند خروجه أنما يغسل المخرج فقط وهو الاستنجاء في قوانين الطهارة وانظر إلي الإنسان المشرك في قانون القران نجس حتى يغير عقيدته ويعتنق الإسلام والمسالة هنا أيضا غير محسوسة وتتعلق بالبواطن وليس بالظواهر ففي الظاهر هذا الإنسان المشرك لباسه وبدنه نظيف أما باطنه ومضامينه الفكرية والعقلية فهو نجس قذر ولو أخذنا هذه التحذيرات على علتها وبمنظور ضيق لمنعنا العمل والتعامل مع المشركين لنجاستهم لكانت حياة البشر من مسلمين وملل أخرى عاشوا في خنادق الكد والمكابدة .






نشرت في موقع الاجدابي

الخميس، 17 سبتمبر 2009

الراعي



في الماضي حتى مشارف الستينات تقريبآ كان الراعي يلازم الدواب أعوام مديدة منذ الصغر مرافق جيد للماعز والبقر في الجبل الأخضر والضأن أو الإبل في البر الجنوبي للجبل ومن خلال هذا الالتزام للدواب حتما يكتسب الراعي خبره عظيمة مؤكدة في الدابة إذا مرضت وأعراض المرض و العناية البيطرية وعلامات الولادة والحمل والنبات الجيد والردئ وطبيعة الأرض والموسم والدابة وما يتمخض عنها من سلوك للدلالة علي اقتراب مطر أو قلق وجفول الدابة ويعرف الراعي من خلال الطبيعة تقلبات النسيم ورياح القبلي والراعي يعرف كيف يتعامل بكل رفق مع دوابه ويشاطرها الألم والجوع وأضرار الخلاء ومنافعة وتأثير الطقس ويعرف كيف يتصدى للمخاطر ومعالجة الخطورة وإذا انعزلت دابة أو تراجعت أو توارت عرف الراعي السبب ليتخذ الهيئة المناسبة للبحث عن الدابة المفقودة والراعي يتحمل المشاق قليل النوم نشط صبور اعتاد وعورة الأرض وسهولها واعتاد الأعباء المرهقة مع رعيته والراعي الجيد لا تجفل منه الدواب في المرعي أو مكان أخر لمعرفته بسلوك الدواب لأن الماعز خصوصا يتطلب مراس وحيله وخفة قدم ولياقة وأفكار وحلول لبعض الأزمات الرعوية فمثلا شاه تلد والغنم ترعى منسحبة متوارية فيلحق الراعي بغنمة خاصة في المراعي الو عره ويكفل لها الأمان للشاه الوليدة بكوفية معلقة أو قميص بقربها لأبعاد أي حيوان مفترس قد يعقبه حتى تعود الغنم من جديد مرورا بالشاه والصغير قد نشط وقد يحرس الشاه أحدى كلاب الغنم وهو في الحقيقة يتربص لأكل مخلفات الولادة كالمشيمة ولعق الدماء والعنصر الأهم التي يجب إن تتوافر في شخص الراعي الذاكرة النقية لإحصاء الغنم في أضيق وقت وفي أصعب الظروف التي قد تطرأ علي الغنم وان يكون رفيقا حنونآ بالدواب وأمينا يعتمد علي نفسه قويآ ظريفآ متسلحآ بشجاعة وعصا وكلاب حريصة ودراية بسلوكيات الحيوان المفترس لاختيار أسلوب المراوغة والتمويه لحماية الغنم أو دابة ضعيفة فمثلا الراعي الذي يتقن هذه المهنة يعرف نفسيه الذئب وغرائزه المكمونه وبأنه حذر وانه لا يستأنس بالقماش المعلق قرب الشاه التي تلد وحيده في الخلاء ويعرف الحيوان المفترس المهاجم في الليل دون رؤيته من خلال الكلب بنباحه أو عواءه والغنم والراعي والكلب والمراعي والمنبوت وحده متكاملة فالكلب إذا حدث له شئ أو الغنم أو المراعي أو المنبوت أو راعي يفتقر للخبرة أختل التوازن وساور القلق باقي الوحدة بسبب الجزء المصاب فالكلب إذا مات سنحت الفرصة للذئب إن يفترس واللص إن يسرق والراعي الملازم للغنم إذا حصل له مكروه وجيئي براعي بديل فاقد للخبرة فسوف يسئ معاملة الغنم ويرعى في مراعي ملوثة أو خطره ومنابت سامه كالدرياس مثلا والغنم إذا أصيبت بأمراض أو افتراس فهي خسارة والراعي الخبير لا تؤثر فيه الشمس ولا المطر فهو يستظل تحت الشجر من اللفحات الحارقة وفيه يحتمي من المطر ومن الرياح القوية يتحصن في الأرض المسطحة بين التصدعات والشقوق وفي الأرض الجبلية يتحصن بين المرتفعات أو في الكهوف والراعي في الأرض المنبسطة يبذل جهدآ أقل من الجهد المبذول من الراعي في الأرض الجبلية والأرض المنبسطة مريحة لأن الراعي يراقب مواشيه في أرض لا حواجز فيها وهي ترتع وتنسحب حتى مد البصر علي مشارف الأفق علي خط السراب وإدراك المواشي بين موجات السراب تكن ضئيلة فيلحق الراعي مواشيه بقطع هذه المسافة لتوجيه وجوه المواشي لجهة الخلف أو أي جهة لتعود وهي ترتع علي مهل وهذا ديدانه أما الأراضي الجبلية تتطلب جهدا وان يلتزم الراعي متابعة المواشي ولا يتركها ابدآ لأن لو تركها لحظة ورائها قد تتواري عنه في وادي من الوديان أو وراء جبل من الجبال أو غابة كثيفة وتتملص منه ولا يعرف أي جهة سلكت ويساوره القلق علي غنمه من أي افتراس محتمل والراعي يمشي ويسرح ويرعى كثير آو يبيت كالا أي كلل وهو راضي عن أعماله المنهكة بخوالص النية .

من كتابي / اغنام وابقار

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

مـراعـينا









قالـــت الكاهنــة

((يا باتوس ...لقد جئت من اجل الصوت ولكن الرب..فيفوس أبو للون يرسلك إلي ليبيا موئل الأغنام لتؤسس مستعمرة ))










الرعي في الصيف



جبال ووديان شمس لافحه وحر ساخن متوهج نحتمي ببرودة شجر الخروب والزيتون وأطراف شجيرات البطوم ونروي ظماءنا من متعة الشرب من فم دلو منشول من بئر محفوظ الدرجة .نباتات أجهدها الحر فتفوح بروائح طيبه عند أخلاط الظلام ..والسراب وأزيز الجدا جد وصداها في كل أنحاء البرية وإلحان الصراصير تملأ الأماكن وأغاني الطيور وعواءات الذئب و ضبيح الثعالب ونباح الكلب ونعير وصياح الدواب وفي سواد الليل تتجانس الزر وع الناضجة و القصال مع الضوء الجليدي للقمر وخوار الثيران ولبلبة التيوس وراء الإناث .والحمام البري المهاجر الذي يحمل شامة جميلة في رقبته.




الرعي فـــي الخـريـف




تبدأ الكئابة في الأجواء والخلاء والذبول يسري في أنواع الغابة وقرون الخروب المتدلية وعراجين حب البطوم ورائحة غليان ثمار الخروب في البرام مقرونة بشميم الشبرو والحرث وتراقص أعناق ازاهير الفيطوط الطويلة منتشرة في البطون والسهول والجري (البراعم) في قمم غصون الشجر والشجيرات وغريد البوم فوق الأسوار الساكتة وأسراب النيسي تحط في الانواس والغيطان وفي الحقا ف ونتؤات الجدران الوعرة للبطون ومصادفة راعي في نشوته وإلحانه الغناوي العلم لإلقاء همومة وتبريد حرارة الشوق واز باد سوداء في زوايا فمه من تلوك البطوم اللذيذ والمناخ متنوع ويتراكم السقط في منابت الشجر.







الرعي فــي الـشتـاء




عقب أول مطره تتبدل الأرض و الأنفاس وتغتسل الغابة و سفسوف العشب وفطر القمحي يتطلع للنور والمطر يزيد بغزاره والبرد يشتد والوديان والبطون والسهول المنبسطة تستقبل الماء وتتجمع مند لفه في افواة الحلوق و تتوحل المسالك والدروب والبرق وهزيز الرعد وشليل القنوات وصوت الجليب للسيول وتكدس كراديس الماعز المسرع صوب الكهوف الدافئة العطنة وغيوم مظلمة ويتساءل الناس لحساب الليالي والمباركات وقرة العنز السائد ه في أيام الصقيع والرؤية الشهية لجمر ينبض بالوهج وأنت متيبس الأعضاء من البرد خامد الحركة .




الرعي فــي الـربيـع



تتجمل الأرض وأزهرا ر يفوق الوصف وتجود الضروع من الكلاء والمخيض فائض والكل يشبع وطيور تتغازل وتنسج العش بإتقان وجمال وحنين النحل يذب فوق أكياس الورد ونوبات الجنون للبقر رافعة الذيول في سرعة تستوجب الشفقة والرفق من اللسعات الطفيلية والغبطة في النفوس باستثناء النفوس النيئة المتعطلة الحواس ..الهداهد تطير بأجنحة مخضبة في هدوء وروية في نواحي الغابة وفي الأوقات الضائعة في أواخر الربيع وسكون مريح مغري لأن تتمدد وتنام نومة طويلة ..زغاريد الخلاء وانكسارات الخفافيش في ذلك المساء وكأنها علي موعد بقدوم السائح وذرات الطل تتنزل لتبريد وإنعاش النفوس المتوهجة ... والفزع من جماعة طائر الحجل بطيرانه المفاجئ المصفق بجناحيه المقرون بالصفير في ظلمة الغابة .
هذه الأرض التي ذكرناها سلفآ هي موطن الدواب ومرعاها في كل أوان وزمان وفي خلاءها تسرح بين شجر وشجيرات وعشب وتتماثل الغابة وأنواع الكلأ بالطرب أمام أنفاس شرهة تلتهم وترتع وإيقاعات مرسلة من مزامير وحناجر الرعاة وعذراوات خجولة تسترق السمع من فواهق البيت وفتي يظهر علي حافة البئر وفتاة تتبع حماراً يحمل براميل فارغة


من كتاب / اغنام وابقار

الاثنين، 14 سبتمبر 2009

اغنام




الضأن :

الضأن أقل سرعة من الماعز مريحة في أراضي البر الجنوبي حيث السهل الواسع والضأن هادئة الطباع ليست مزعجه وتتأثر بتقلبات البيئة حساسة ترتع المرتوع القريب لا المرتوع الذي يتطلب التسلق لجذوع الغابة لنتف الورق والبراعم كالماعز ولا وعورة الجدران المتبنة وأوطان الضأن هي السهول لترتع بكل يسر أما السرح والرعي قسرآ في مراتع الجبل الأخضر ووديانه والغابة الكثيفة فتتبدل أشكالها وهيئتها الجميلة إلي هيئة هزيلة تتمزع أصوافها ويلتصق بها القش وملزقات ورق البربش وقمبوع الزهيرا والبوشترتة ((بهمي )) والضأن دواب مباركة نزلت علي أبو الأنبياء وفدت الذبيح ومن أعباس الضأن نصنع الوذح (( المداد )) للكتابة وننسج منها المسادي والأكسية والبيوت وأعمال جلدية ..والضأن مستورة الخوالف .ووديعة .
يحكي إن ذئب امسك بنعجة لخنقها تحت مخلبه والبدء في أكلها فقالت النعجة أيها الذئب قبل إن تخنقني وتأكلني إني سائلك سوألآ
قال الذئب سلي .
فقالت النعجة لما أنت ذئب علي الدوام ؟ أجاب الذئب لأنك نعجة علي الدوام
والضأن تتزاوج في هدوء وستر ومن صوف الضأن كان البوادي في التواريخ الفائتة تعالج نقص الوزن في جنين البشر الذي انفصل من امة بعمر سبعة اشهر فالصوف غطاءه وفراشة ولا نعلم سر هذه المعالجة إلا أنها تؤدي المفعول في الغالب .


الماعز :

الماعز سريع الحركة خفيف لا يمل المشي مشاكس يتكيف مع أي بيئة والراعي يبذل جهداً وعرقاً برفقة الماعز و ملازمتة في مراتع الوديان والبطون صعوداً و نزولاً والماعز إذا وقع في قبضة يد أو فخ أو مخلب حيوان مفترس يزعق فيفطن الراعي أو حتى الكلب المرافق لنجدتها والماعز سريع الشبع لأنه يتسلق الشجر ويتشبث في نتوءات قمم جدران الاوديه والماعز إذا وجد المرتوع النقي لا يلتهم قاذورات ويلفف الورق و الفضلات بينما الضأن والبقر يلتهم أي شئ في وجود المراتع النقية والماعز طبعة اجتماعي وتجد مجموعه تنتمي لعائلة واحده تحتمي ببعضها وتستدفئ .والماعز يقفز بين الصخور المتزحلقة كالمطاط بكل خفه للتركيبات الغضروفية في اظلافة ممتص صدمات القفز والجري بين الوديان والجبال والماعز شديد الولع بالتهام ذرق طائر النيسي الجاف المتواجد علي قمم حواف جدران الوديان الخطره والماعز لا يعلق بنباتات متسلقة شائكة بينما الضأن لمسة بصوفها لشوك النبتة المتسلقة تلتصق بها وتتعرض للافتراس إذا انسحبت الغنم ولم يفطن بها الراعي لخلاصها وفكها من الوثاق النباتي الشائك والماعز يستجيب للصراخ ويجفل ويخاف من التلويح باليد ولا تجفل الضأن من أصوات مفتعله لأبعادها عن زرع غير مسيج أومن حجر يرقص من أيدي الرماء والماعز مكشوف الخوالف و الماعز إذا استفرع في الخلاء بدون راعي ونجي من الافتراس فهي دابة ذكية و سريعة فلا تتوه عن ماءواها بينما الضان تتوه هائمه ولا تعود الا مصادفه .
من كتاب اغنام وابقار

سلفيوم




مشاهد أخيرة عالقة بالجزء المتبقي من دائرة شمس تتواري .أرى الوان في الأفق فوق نقطة القرص . احتوانا السكون والمرض نشهق ونزفر نطارد أشياء قابعة تتوهج أبان المغيب .هل أنا وحدي المصاب بهذا الداء ؟وجوده إن حياتي في تراجع تام . . ثور ضخم يجر محراث يقلب بلسانه القشرة فتنفث أرواح مقبولة من التراب الهيال الهش . .وأرواح من بذور السلفيوم المحترق في جمرات فحم البطوم . . الفكر والعقل يتساميان . . تتروض الوحوش الخفية . . حضرت العوالم الشفافة . . أزاهير السلفيوم يقوي العظم والعضل . . عصيره جالب للغبطة والسعادة وترياقه للأوجاع المميتة . . الأغنام والبقر تلتهم الأوراق تسمن وتدر الحليب . . سيقانه تقطع ارباً ارباً وتدق مخلوطة بعليق للخيول فتتصلب وتنشط . . ينمو السلفيوم في كنف زائير السباع والنمور والفهود ثم رحلت إلي أقاصي الأرض في قوافل طويلة وخلفت السلفيوم الباسق يرزح تحت رحمة الأمم المتكالبة من كل صوب وهجمت الدواب الشرهة تجتث هذا النبات السحري من ألأصول . . وأعقبته اسما وأسطوراً . . إنهم يرتزقون من حمله وبيعه باكيال من الذهب .... علقت الكآبة بجوف النفس وجرت الأحزان مجرى الدماء من العروق في الأجساد بفقد سلفيوم أصله ثابت وفرعه باسق .

الأحد، 13 سبتمبر 2009

خلاء وبهاء وسكون

زاوية العرقوب خلوات وشعاب وجبال ووديان


احمد ابراهيم / عبدالسلام بدرالدين / فتح الله المجدوب / جواد العبد

(اضغط على الصورة)





وادي العودة







محمد عبدالسلام / وادي بلخن




عبدالسلام بدرالدين ومساء العرقوب


وادي الدخرسي



كهف الدخرسي من الداخل





وادي اسويدان




المنارة على مشارف جرجار امة








السبت، 12 سبتمبر 2009

سريان الوهن


من عمق الطبيعة . . جمالات البطون والوديان والسهول والغابة والأنفاس الطاهرة وصوصوة الطيور . . والشروق والغروب وزهو الربيع . . والهضاب المطلة على اليم ونسيمة المداعب . . وخواء الكهوف . . والديار والأسوار الساكتة لعمالقة القدامى . . وصحن خيمة البادية . . وقيعان الماء الصافية تشرئب الأهداب المسترسلة من الضوء الجليدي للقمر . . والاتكاء عند شفير جمرات هادئة تنبض حرارة وضوء وسط خلاء الليل وصحو السماء ونغم الصراصير والسمر ونقض الجروح المؤلمة . . فيسري الوهن في لب لب الأعماق لحظة أن أدير ظهري عائدا و ينتابني إحباط وتنعدم القوة والتبكير والتهيوء .

الجمل


يـــــــــــــــــــــــــا مـــــرد وعـــــــــه

يا منـــــسبه من اللى اعراض اضلوعه



مـــــــسنود غاربه ما تحق فيه اقطوعه


ولاشـــاب من ضلفة كتب نـــــزالـــــه


ولا حــــط حباســـــــه على مــرقوعه


ولاجـــر من منهل اطـــوال احبــــالــه


ولا مـــــراد متنه بـــرم بصـــــــروعه


ولا كر ســــكه للـــــوطــــا هيــــالــــه


اتقول كـــــــــور ذيله تنظره دلوعه


منقار من حجاج اتخـالطـه نعــزالـه


ان هاج حمـــر لاعند الوطاه هبوعه


وان عارك ايصر ممسكـا شنقــالــه


تقول سـطل كافي فوق من قبــوعه


خرطوم من سحاب اتسيرلــ نهـذالـه


زوم وراها اوحـــاشه مــــــــدفوعه


هديره ايوعى نـايمــيـن بطـــــــالــــه


وامـــــه زويليها علي المطبـــــوعه


حـمـره كما تمرة اجراب غــــــزالــــه


ترطــاب الوبر تخشان مى كــضوعه


اللى اوبــيرها غفة ولد مــرســالــــة


ان مـدت اخطاها في هشاش اقطوعه


خــــفافا اكبار مع رقيق ارمـــــالـــــه



( الشاعر ابراهيم بوجلاوي )
من كتابي / الابل والخيل في التراث

الجمعة، 11 سبتمبر 2009

الحصان غلب السايس



الجواد الليبي متناسق ممشوق صلب والصدر عريض والرقبة مقوسه كث العرف وذيله ينزل بغزاره حتى الحوافر وصهيله صافي مثل صوت الناقوس همهمته مخيفه كهرير السباع وسريع وقوي لا يهاب مكابر في سيره وخطواته الهادئة ألوانه السائدة الأحمر المجبر بالسواد والخضر (( الرمادي )) والاربد (( الأسود )) والأشقر . والجواد الليبي استقل بصفات على سائر الجياد في العالم بشواهد مؤرخين أجانب غير العرب .. نعم المؤرخين العرب المجاورين لتاريخ ليبيا لم يتحدثوا كما تحدث غيرهم و الجواد الليبي يتزين به صاحبه ويجر له المحراث والعربة وبحوافره يستخرج له الحب من سنبله أيام الحرور اللافحة والجواد الليبي ذكره الشاعر الإغريقي في ملحمته وفنان الصحراء بريشته نقش صورة الجواد وهو يجر العربات على جدران الكهوف الصحراوية والجواد استخدم في الماضي لإطفاء الحرائق ليس لجلب الماء بل ألانطلاقه السريعة ذهاب وإياب أمام اللسنة النيران لإثارة الغبار وخلق حاجز عريض بحوافره لتحول بين النار والنباتات القابلة للاشتعال .
ومن علامات الجواد الاصيله أن يقاس بدنه بالشبر من رأس عصاة الذيل حتى الحارك ومن الحارك حتى الشفة فإذا كانت المقدمة من حاركه حتى شفته أطول من مؤخرته أي من حاركه حتى رأس الذيل فهو أجود الجياد وإذا تساوت المقدمة مع المؤخرة أو ألمؤخره أطول من المقدمة ففي كلتا الحالتين فهو اقل جوده .
ويتميز ببروز العين وأذنيه حاضرة مستدقة الزوايا العليا ، رقيقة وتنكسر أذنيه بحضور أو سماع صاحبه وفارسه وأنه لا يتخلى عنه إذا وقع فارسه فيهرب بل يظل عالقا به مستجيبا لأوامره .

وكان أهل الخيل والمهتمين يتخيرون ويحذرون من اختلاط الأنساب وكان إذا أشكلت عليهم معرفة الخيول الأصيلة يقدمون الماء بموضع سفلي جدا وهو حوض مملوء وحوافه على قدر منسوب وجه الأرض لفرز الجياد الأصيلة من الخيول الغير الأصيلة فإذا الجواد تقدم منخفض الرأس للشرب منثني إحدى أطرافه فهو غير أصيل وإذا لم تنثني إحدى الأطراف وهو يشرب فهذا يعني أصالته لطول الرقبة .

والمفضلة في الجواد تضخم العراقيب الخلفية وميلها إلي الخارج أثناء المشي ارتفاع الحارك وتعرضه مريح للفارس على صهوته ( اسند حارك . . اقبج عرقوب ) الجلد اللين الناعم ورعشة الجواد أثناء القبض من جلده بملء اليد من جنبه عند المرفق علامة داله على لياقته وسرعته وإذا لم يرتعش , بارد أي قليل النشاط .
الدوح العريض وهي عظمة الصدر المذبح الخفيف . والإطراف الدقيقة جميله في الجياد الحمر وكلما تغلظت في الجياد الخضر " الرمادية " أجمل . والحافر القرمد " المدور " أفضل واسود صم . غزارة العرف والناصية والذنب . والقين القصير وقصرة القين أي منطقة الرسغ متانة واكل للمسافات الطويلة وإذا استطال القين فهي سرعة ولكنه لا يستطيع مقاومة المسافات الطويلة . والمفضل أيضا في الجياد العنق الضخم والمنتصب والصهلة الصافية القوية وبياض باطن الشفة العليا .
عاب سياس ومتفرجين حصان لرداءة جريه في السباق والاستعراض وفي يوم ما امتطاه صاحبه برفقة فرسان على متون الجياد يطاردون فرس طليقه شريدة أزعجت سكان الريف فلم يستطيع أي منهم أن يبلغ حتى ولو لأقرب مسافة من ذلك الفرس الشاردة وبدا الفارس صاحب الجواد الردئ السرعة يلذعه بالركاب والسوط وأطلق عنانه فكان أسرع ما يكون وفات رفاقه المذهولين من سرعة الجواد صوب الفرس إلي أن امسك بها ومن هنا انقلبت موازين السياس وآراءهم في هذا الجواد .
سايس أرغم ولده الفارس أن يبيع جواده بالقوة وسئل عن السبب فأجاب بأغلظ الإيمان يستحيل على الجياد التسابق أمام هذا الجواد وان تتفوقه في الجمال ألا انه أشكل " شئوم " فاشتراه فارس أخر وسرعان ما تعملق ذلك الفارس وارتفعت جودة الجواد في المنطقة بأسرها وبلغت شهرته كل المناطق القريبة والبعيدة وما قيل عن الجواد كان هو القول أصيب صاحبه بعدة بلوات وتشائم الجواد على نفسه أخيرا فمرض ونفق وهو في أوج عنفوان العمر والقوة . وفي نهاية هذا الموضوع لا نجد قول أفضل من مقالة السياس والفرسان في ليبيا عند اختتامهم الكلام عن الخيول ألا كلمات ( الحصان غلب السايس ) .

غناوة العلم




أريد ان أدلي برأي المتواضع مع من أدلوا باًرائهم في معنى غناوة العلم والتحليل مع الاساتذه المحترمين الباحثين في التراث ولكل منهم وجهة نظره وتحليله الخاص ونحترم أرائهم وتحليلاتهم ولمعرفة المعنى يتحتم علينا ان نعرف الظروف والمكان الجغرافي والمجتمع التي ولد فيه غناوة العلم وترعرع لنقترب من المعنى حسب وجهة نظرنا.
ان غناوة العلم اختص به مجتمع الجزء الشرقي من ليبيا والتي مركزها منطقة الجبل الأخضر ففي تأليف كلماتها ألموجزه وأداءها وبداية إلقاءها من أواخر الكلمات القليلة والتي ان لم تكن ست كلمات أو سبعة فلا تتجاوز الثمانية ثم العودة إلي بداية الكلمات وأوسطها حتى أخرها من جديد والي الآن لم نصادف مجتمع أخر أو نقراً ونسمع عنه ولماذا في هذه الأرض ومجتمعها فقط . فكل الأدلة تشير إلي الخصوصية ولم يكن مستورداً ولماذا استكثر البعض هذه الاستقلالية لخاصية إبداعية على هذا المجتمع .
والمجتمع في حقب سابقة طبيعته قاسية ورعوي متنقل فكان الشاب الراعي يتحين فرصة اللقاء مع حبيبته وهي تجلب الماء أو الحطب واللقاء بين الاثنين شبه مخاطره وكانت المناداة لكل منهم للأخر والمحادثة هادئة وربما مهامسة بكلمات ملغزة تنطوي على أحاديث العشق من عتابات وعذابات وايوهات ووعيد بزواج وعلى سبيل المثال في ابتداء التحية سلامك أوصل وعقلك احصل والحيطة اللي وراك فيش أتعل . أو فوق معطن ماء .. شرابنا حليب واللي يشربه أيشيب . إلي أخره من مقاطع وألوان كثيرة من المناظرات بين طرفين عاشقين تحت مسميات (( صوب خليل )) وإذا فطن المجتمع بهذين الاثنين العاشق ومعشوقتة خصوصاً أهل الفتاة وأقاربها فيفرض عليهم التفرق وقد لا يتزوجان أو لا يتزوجان أصلا فلا يلتقيان والشاب تقطعت به أسباب التواصل واللقاء هائماً على وجهه في ارض ذات جبال ووديان وبطون وأشجار وشجيرات ومنعطفات وحلوق وسهول فهي حواجز تمنع عنه الروءيا ومحادثة الإشارات ومجتمع مريب غير لين وفي وسط هذه الظروف الجغرافية والاجتماعية لا سبيل إلي التواصل فلجاً إلي رفع العقيرة بكلمات معبره ومن هنا تقريباً معنى غناوة العلم أي لتعلمي ياحبيبتي إنني حيران جضران أي الملل من الوحدة والشوق إليك ... ولتعلمي يامعشوقتي إنني أتوجع من البعاد ... ولتعلمي ياحبيبتي إنني اتاًلم وضربني العشق في سواد وحبة القلب ... ولتعلمي ياجارة الشعاب إنني مصاب بالداء المشهور . ولم يستطع إخفاء هذا الداء وهذا السر وبذلك يعلن ويظهر ما في بطانته من الألم ومن هذه المعاناة يبتكر العاشق كلمات يتواصل من خلالها مع حبيبته ولزاماً عليه رفع الصوت مزين بأنغام صدى الوديان والأداء جيد فقد اكتمل النصاب لغناوة العلم ان الظرف المناخي للمكان والمجتمع تقريباً ساهمت إسهاما كبيراً في نشوء غناوة العلم خصوصاً في رقعة الجبل الأخضر ولو كانت الأرض منبسطة منحسرة مثلاً يتبدد صوت ألغناي في هذه الأرض المستوية المنحسرة فالطرف المقصود لا يصل إليه الصوت أو يصل إليه صوت متقطع أو كلمات تتبعثر إيقاعاتها فلا تستوي مفاهيمها وتقذفها الرياح سريعاً . أما في الأرض الجبلية ينحصر الصوت مع صدى جميل فلا يتشتت ويؤدي غرضه المقصود من محب مليوع أو ملتاع فهو مناخ اضطراري ألزم العاشق ان ينحوا هذا المنحى واجبر العاشقة ان تتوارى لتسمع فقط وتعاني . أما تاريخ المولد لغناوة العلم لم يصل احد إلي أدلة قانعة لكن وجودها قديم فمن خلال قراءتنا لكتاب ترحــــــــــال في الصحراء ص 290 تعريب د/ الهادي بولقمة للرحال جيمس ريتشارد سن في الصحراء الليبية وهذه اللقطة تحديداً بين غدامس وغات عام 1845 – 1846 م قائلاً (( لم تكن المجموعة في حال يسمح لهم بالانشراح فقد كان الحديث بينهم عند حده الأدنى وقد تمر ساعات وسط سكون لا تسمع فيه حتى الهمس الخافت أو وقع خطوات الإبل البطيئة أو حين ينطلق صوت احدهم مردداً مقاطع من أغنية تذكره ببيته وأهله في منطقة الجبل الأخضر )) . فنستخلص من وصف الرحال للأغنية مقاطع وليست أغنية مسترسلة والمغني من الجبل الأخضر فهي ملامح لأغنية العلم ورجل غناي علم . وكذلك في كتاب الرحال جيمس هاملتون تعريب المبروك الصويعي بعنوان جولات في شمال إفريقيا عام 1853 م يقول هاملتون في ص 192 واصفاً الرحلة مع رفاق من نفس المنطقة (( وكانوا إثناء سيرهم في الرحلة يرددون أغانيهم طوال اليوم تقريباً ويقومون بذلك الواحد بعد الأخر وتقطع نفحاتهم من حين إلي أخر بتوجيه كلمات تحث الجمل على الإسراع قليلاً في سيره )) . ونستخلص أيضا ونستشف من كلام هاملتون الرحال بأنها أغاني علم وهم اثنان يتناوبون في الغناء وهي المشايلة أو يشايلوا. وكذلك الأستاذ داود حلاق في كتابة اوشاز الإسلاف عثر على ساق شجرة العرعار في كهف معلق منقوش عليها غناوة علم. وقصة ألتجريده وإحداثها بتاريخ 1670 م في كتاب تجريدة حبيب للكاتب صلاح جبريل وما دار بين حبيب والحداد لنعل الجواد صدراً أم قفلاً فبادر حبيب :-





بالصدر ما نقرضــــوك
وبالقفل نمشوا رضـــايا
أجعلك كي معطن العــد
اللي يجوك يمشوا روايا




فهذه أبيات شعر شعبي والشعر الشعبي أفراد لعائلة واحدة فمثلاً شعر قول أجواد وشعر الطق والمجر وده وشعرالشتاوه وشعرغناوة العلم وفي عرف الفن الشعبي الشتاوه بنت الغناوة فلا يعقل ان الأم احدث والابنة أقدم والشتاوه بيت شعري وان لم تكن غناوة العلم أقدم من كل هذه العائلة فهي فرد من أفرادها أو معاصره لهذه الأفراد .. ان غناوة العلم كان مستخدماً في مثل هذه الإغراض أما اليوم يرددونها بعض الموهوبين في المناسبات أو في ظروف للترويح والتسلية فقط ويستهويه بعض الشباب وينفر منه بعض . واشكر الكتاب الباحثين المجتهدين في الفنون الشعبية خصوصاً في غناوي العلم واشكر كل متتبعي هذا التراث الزاخر .
نشرت في صحيفة المأثور الشعبي

الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

لذائذ وروائع



ما أروع البكور في الصباح وحدك وسط تسابيح الخلاء والغابة . .. ما ألذ القطاف لحبات العنب والكر موس أواخر الموسم . . ما أروع القطاف من بين الثرى للفطر الناصع البياض الجميل . . ما ألطف الشميم للتراب بعد أول خط . . ما أطيب اللبن في الخريف . . ما أعجب الأبنية القديمة . والهياكل الغابرة وخرا ريف العجائز . . وما أمتع الجلوس وأنت تقرأ كتاباً جديداً

الأحد، 6 سبتمبر 2009

الخيمة





البيت (( الخيمة )) مكان النوم والاستراحة والاستجمام واجتماع العائلة بيت ليست له قواعد مسلحة في الأرض فيصير مرهوناً ابدآ بل يثبت بأوتاد خشبية يسيرة الفك والتثبيت وخفيف المحمل والتنقل وعلى العائلة ان تمتلك بيتين إذا وجدت لذلك سبيلا أي خيمتين الأول :-
بيت ربيع وخامته من شعر الماعز أو صوف الضان لكنه في الغالب من الشعور لمتانته ولا يحتفظ بماء المطر عكس الصوف يتشبع بالماء فيتثاقل سطح البيت وقد ينهار فوق رؤوس ساكنيه . ومسامات أو فراغات السطح تتفتح مع حرارة الطقس وتضيق مع برودة الصقيع والمطر لمنع تسرب الماء منحدراً مع ميلان السطح . وللسطح شفافية لاستيعاب الأضواء القمرية والسقف والسطح الهرمي للبيت ومساماته يصنع هواء صحياً ومتجدداً على الدوام ولا يحبس الهواء الضار النافث من الفحم فيضر النائمين في الليالي الشتوية

والثاني :-
بيت صيف وخامته من القماش ويطرز سقفه من الداخل بألوان وأشكال مختلفة وسطحه باللون الأبيض لتكسير أشعة الشمس وهو اخف وزناً من بيت الربيع وفي موسم الحرور الصيفية تلعب فيه الانسام الباردة المنعشة عند رفع الاروقه وهواءه نقي مجلب للراحة والبساطة والصحة





الحسن يظهر في بيتين رونقه
بيت من الشعر او بيت من الشعر











الخيمة تقوم بصناعتها امرأة والخيمة خفيفة الوزن دافئة في الشتاء مبرده في الصيف تتنقل بها أينما يحلو لك المقام والمأمن للعيش أو الابتعاد عن الكوارث الطبيعية وكوارث الحروب ولا يتأثر المقيم في الخيمة من سقوط السقف في غرة زلزال فيرفع السقف وتجذب الرمام وتبنى من جديد في أسرع وقت










لا تذممن بيوتاً خف محملها


وتمدحن بيوت الطين والحجر








وللخيمة نعوت تباعاً لحجمها ووضع أصحابها الاقتصادي مثل بيت بوريش وهي خيمة كبيرة لأناس أوضاعهم يسيره وخيمة تنعت بعشه وهي خيمة صغيرة أما لراعي منفرد يتبع أغنامه أو لفقير ومن منكهات حفل جلم الضان ورفع عقيرة أغاني الجلامه أن تقام في الخيام البدوية وحتى حفلات العرس من إلقاء الشعر الشعبي وأنواعه من شعر الطبيلة وضم القشة وأغاني العلم . ونكهة الحكايات من قواميس الخراريف لا تليق ألا بين جوابر الخيمة وتجد القاطنين في المدن من أسرات أو أصدقاء في ذهابهم إلي خلوات الغابة يبنون خيمة لقضاء نزهه طيبه مدة يوم أو أيام مثلاً فيعودون بنفوس منسجمة ومرتاحة وأبدان معافى ويتحسرون على ألعوده من رحلتهم هذه التي تدل على استيائهم من مساكن وبيئات العمران الحديثة وكأنهم عائدين إلي معتقلات .








· لو كنت تعلم ما في البدو تعذرني




لكن جهلت وكم في الجهل من ضرر





والحياة في الخيام من أرقى أنواع الحياة الصحية والاجتماعية وليست هذه مطالبه بالميول لهذه الحياة كي نكون أصحاء اجتماعيين لان هذا استحالة في هذا الزمن الردئ وغير معقول أن تبني خيمة وسط أبنية حديثة كما أقوام الغجر المتنقلون بين الأقاليم والدول وحتى القارات لكن الحقيقة من كل النواحي الايجابية لا تقارن الخيمة الصحية بالمنزل الحديث الغير الصحي وقد يسال سائل ما هي ايجابيات الصحة للخيمة وسلبيات الصحة للمسكن الحديث فالخيمة لا توجد بها غازات ضارة بفعل احتراق الأطعمة فيفسد الهواء وليست في داخلها أمكنه لقاذورات المصارف الصحية كما هو موجود وحبيس بجانب غرف النوم بالمساكن الحديثة وسطوح الخيام البدوية ينفذ من خلالها أضواء القمر الجليدية لتسترخي أعضاء وتستمتع عقول ساكنيه وحتى المرأة تتعافى وتستقر أدوارها الشهرية لمداعبة وملاسة الضوء لبشرتها . والخيمة تجعلني جزء من كل المواسم أتفاعل مع أجواء الربيع وحرارة الصيف وأحزان الخريف وبرودة الشتاء
ولا نتنكر للحداثة والحياة المعاصرة ولكن يجب ألا تثنيني عن المحاولة قدر الإمكان فلا أخالف أسلوب العيشة القديمة التي تجلب السعادة والصحة والعافية في اختيار الأغذية وتبريد الماء بالطريقة التقليدية وليس في الثلاجة مثلاً .









· وصحة الجسم فيها غير خافية




والعيب والداء مقصور على الحضر








ساكن الخيمة في الخلاء معافى في بصره وبدنه لأنه كلما خرج من خيمته يرفع أبصاره ويرى اخضرار أو غابة نظيفة ويستنشق هواء نفيس معقم في رئتيه ومتوازن النفس والبال وفي داخل الخيمة يحس في جوفها بحياة تنبض وسقف يتراقص مع الهواء أو يميل يداعب النسيم والخيمة ألمكونه من مساميك (أعمدة ) وسطح وأروقه وأوتاد صغيرة لربط حبل الرمة ورمام جمع رمة وهي حبال الشد . وجوازل ( زواجل ) و اكربه والاكربه قطع خشبية تتركب في أعلى قمم الجو ابر أي الأعمدة في منتصف الخيمة . والنجع هي مجموعة خيام مبنية وقد شرحت كل التفاصيل المتعلقة بالخيمة في كتاب مقسم بعنوان الخيمة وقد نشر وهي دراسة من بداية جز الصوف والشعر مروراً بمراحل المشغولات إلي أن يصل مرحلة النسج لجسم البيت وما يتبعها من مكملات لتجهيز بناء الخيمة والايجابيات الصحية
.



نشرت في موقع السلفيوم

عمود الدين




تهون ذبائح الأطفال ولحوم الجيف .... لا يتردد في أكلهم إذا احترق جوفه من الجوع ... نعم إن المتألمين هم الذين قالوا إن الدين عموده الخبز .
العاجزون الذين لم يتألموا لم يجوعوا فلم يعترفوا .... والعاجزون النائمون في ساعات الصوم استيقظوا ليلاً ليتألموا من الشبع أو يأكلوا الطعام في نهارات الصوم ويمشون في الأسواق والخلوات وعلى شواطئ البحار .
المتدينين السمان قالوا إن الساكت عن الحق شيطان اخرس ...
وقالوا إن الدين عموده الصلاة من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين .
إن أبسط جائع ينعت الخبز بعمود الدين .
في فوائت الازمان اعترفواالجياع وقالوا ان الخبز قليل .. عم الخراب في الأخلاق وعمران الأبدان .
إنه الجوع .. ان الجوع نوع من أنواع المسكرات المذهبة للعقل .

السبت، 5 سبتمبر 2009

الكهوف المعلقة

الباحث / عبدالسلام بدرالدين والطريق الي كهف طرطقو
( اضغط على الصورة )


معلقة كهف طرطقو المحال مرقاتة الا بحبل


( اضغط على الصورة )



معلقة العجوز بوادي اسويدان / اضغط على الصورة







أسباب ودوافع التسلق للكهوف المعلقة







لا أريد ان اتطلع بعيداً بخيال القارئ وأشتت مفاهيمه في هذا الموضوع أو يشك في وجهة نظرنا الذي يراد من وراءه التوصل لأسباب ودوافع سكن الإنسان الكهوف المعلقة فان التحدث والاجتهاد عن الكهوف المعلقة والإقامة فيها مسألة سابقة لمؤلف كتاب اوشاز الأسلاف لا ينازعه فيها احد ألا إننا لا نرضى عن بعض المفاهيم وهي حسنة النوايا لكنها مرفوضة فمن المفاهيم الشائعة للإقامة في الكهف المعلق وإجبارهم يعود لسبب أوحد رئيسي وهو الجدب والإجداب يعني جفاف الأرض وموات الاخضرار والمياه شحيحة جداً والدواب تنفق وكل أحياء البراري المتوحشة تهاجر إلي بقاع أخرى وتنحسر الأرض من الغابة والحق لو ان هكذا جدب واستمر لسنوات لشدوا الأهالي الرحال يناشدون السحاب الماطرة حتى في أخر العالم . الم يتبعون الكلاء والماء ولو المسافات في سنوات الغير المجدبة فما بالك بجدب يخيف يحصد كل شئ حي الم تتوجه في أزمنة قديمة قبائل ليبية شرقاً حاملين صغارهم وعجائزهم عطشى متهالكين ينازعون دولة من اجل حضرة السيد الماء . ان الجدب الذي حكى عنه مؤلف كتاب الاوشاز ليس بالكارثة ولا بطويل الزمن ولو كانت أعوامه طويلة لأجبر الأهالي النزوح إلي أماكن مائية يأيها القارئ ان الإجداب ليست أسباباً رئيسية تجعل منهم أهل كهوف معلقة ان السكن في الكهف المعلق له أسبابه ودوافعه فمنها اضطرار ومنها اختيار ومؤقتة .







*- الدوافع والأسباب الاضطرارية هي :-







1- هروب البعض من جور الأجلاف العثمانيين إلي الكهف المعلق والاختباء فيه لنضالهم ضد حكامهم المنحرفين أو عجزهم عن دفع الإتاوات أو يسلموا أنفسهم للاعتقال مدى حياتهم أو فصل رؤوسهم عن أبدانهم .

2- الحروب القبلية والتمرد على الزعامات والمشائخ يدفع بالفارين إلي الالتجاء الاضطراري للكهوف المعلقة .


3- الإجداب ساهمت في السكن الاضطراري في الكهف المعلق .

4 – اتخاذ الكهوف المعلقة محميات ومخابئ لصغار ونساء المقاتلين وممتلكاتهم أثناء الكر والفر أيام الحروب القبلية
.







*- الدوافع والأسباب الاختيارية هي .






1- التنسك والابتعاد عن البشر للتفرغ والخلوة للعبادة دافع اختياري للإقامة في الكهف المعلق

2 – شاب وفتاة عاشقين متحاببين رفض أهاليهم التوفيق بينهما فاختاروا الاثنين المتحاببين الهرب من المجتمع لائذين إلي الكهف المعلق .

3-الأمراض التي يصاب بها بعض الناس يدفع اصحاءهم الابتعاد والإقامة في الكهف المعلق خوفاً من عدوى مرضاهم .


4 - الصعلكة سبب اختياري وليس اضطراري في دفع صاحبها الإقامة في الكهف المعلق .







ان الإجداب وكل الكوارث الطبيعية أهون من الجلاد العثماني وان أي استعمار مدمر غزا ليبيا هو ايضاً أهون من الاستعمار العثمان الهمجي البغيض الذي يستمتع بمعاناة المجتمع وعذابه وتجويعه وسلب مواشيهم وغلالهم وبعد ذلك يقطع رؤوسهم فان هذا النظام الجاهل مسئول مسئولية تاريخية كبيرة عن كل المجاعات والو باءات والجهل وكل حرب قبلي أو شيخ مارس شيختة الرعناء على قبيلته بإيعاز من السلطة العثمانية وكل تخلف وحرمان تعليمي فهو مصطنع عثماني وان أي نكبه انتكب بها المجتمع سببها سلاطين عثمان فهو تاريخ يتفق عليه حتى البسطاء واتفق عليه تقريباً كل المؤرخين ( ففي كتاب غومة فارس الصحراء للأستاذ الأديب علي مصطفى المصراتي حاكياً عن النظام الضرائبي أيام حكماء الجهل والبغض الترك العثماني في ص 233 يأخذ الحاكم بالسوط مالاً ولا يعطي اصلاحاً ومشاريع . ) ولكن لنبين بان التسلق الاضطراري للكهوف المعلقة سببه هذا العدوان المتخلف باستثناء التسلق الاختياري . ان العثور على أسلحة بيضاء وأسلحة بوصوانه ومساحيق البارود في الكهوف المعلقة لدليل على إقامة مسلحين في الكهف المعلق وان مثل هذه الأسلحة خصوصاً بوصوانه وأعلافها ولجم خيول وأحذيتها وأجزاء من السروج لا يقتنيها أشخاص عاديين وربما قادة محاربين ضد الجيوش العثمانية وعملاءها ولا يقتنيها أشخاص بسطاء فقراء بل أثرياء والعثور أيضا على لوحات لكتابة آيات قرآنية وكذلك أوراق صغيرة ملفوفة مكتوب عليها آيات وصلوات فهذه تدل على رجل ديني مخلص تنسك واخلص لربه ناضل من اجل حفظ آيات أو سور من القران والمحافظة على الدين والسنن لم يرائي ويهتم بالدين من اجل ان يقول الناس فلان متدين مثلما نعاصره اليوم من مصائب الأدعياء وفتاواهم الحمقاء التي دمرت المجتمعات من الداخل وفي الكهوف المعلقة عثروا على أثواب وغطاءات الرأس وحقائب وأدوات للتزين النسائي كل هذه المقتنيات من سلاح وأدوات للقرأة والكتابة وملابس وأدوات تجميل تدل دلالة قاطعة على الترف التي يتمتع بها هؤلاء المقيمين في الكهف المعلق وكثيرا ما نسمع عن حروب قبلية في الماضي وملاحقة القبيلة المنتصرة القبيلة المهزومة في كل مكان وملاحقة الصبية لإفنائهم والقضاء عليهم ومن هنا اضطرت البقية الناجية من القبيلة المنهزمة ان تخبئ صغارها في مثل هذه المحميات العالية . وكذلك فان السكن في الكهوف المعلقة استعراض لمظهر الرجولة والعصامية وعلينا ألا ننسى اونتناسى الجوانب الروحية والأشياء الخفية لساكن الكهف المعلق فهو يسترخي لبياض ضوء جليدي للقمر فيعود بكل فائدة ايجابية للصحة والعوافي للذهن والبدن واستقبال النسوة لموجات القمر وأضواءه عائد على أبدانهن ودمائهن بكل الايجابيات وكل عتبات الكهوف المعلقة ان لم تكن مواجهه للشموس الصباحية فهي مواجهه للشموس المسائية التي بأشعتها يتعقم جوف الكهف المعلق والتي حرمت منها اليوم بيوت الحواضر.







ما كيف الجبل كيـــــــف


لولا اخباث الســـــهارى


فيه الهيف ف الصــــيف


وفيه الـذرى ف البداري







قد يكون قائل هذه الأبيات الشعبية المأثورة يسكن كهفاً معلقاً يستلذ في جوف الكهف ببرودة ألإظلال من الحرور ويحتمي في حصونها من الأمطار والصقيع يخشى مخالطة الخبيثين من أهالي الجبل الأخضر .
قد يكون السبب إعصار مدمر استمر أيام أو شهور ذهاب وإياب أتى على الأخضر واليابس وحصد الخيام وكل شئ في السهل فلجأ الناجيين من الناس اليائسين إلي الوديان ثم ابتكروا التسلق وسكنوا الكهف المعلق . أو فيضان جرف السهول وملأ حلوق الوديان فالتزم الباقيين من الناس الكهوف المعلقة مبتعدين عن الجرف المائي .
ومثل ما يحدث لشعوب قرن أفريقيا ودواخل أفريقيا والعراق وفلسطين اليوم من مجاعات ومناظر مؤلمة وأوطانهم مليئة بالخيرات والثروات وكان المتهم الأول المسبب لكارثة الجوع والفوضى المتمردين العملاء والطائفية والاحتلال والحرب القبلي وهذا ماحدث تقريباً لمجتمع الجبل الأخضر على يد المحتل العثماني أو الحروب القبلية . وقد تكون الكهوف المعلقة مخابئ لمجموعات مجاهده تقوم بتهذيب عقول الناشئين وتحذيرهم من العملاء وحثهم أيامها على الصمود وقتل العدوان العثماني لو ان هناك النقص الكثير في الماء والغذاء لضحى هذا الساكن في الكهف المعلق بمشاعره واذواقه ليلتفت فقط الي سبل سريعه لجلب الغذاء والماء لكن لا وجود لنقص في ماء ولا في غذاء وانما هذا الساكن في الكهف المعلق فقد السلام مع غجر المحتل العثماني ولم يفقد السلام مع عدوان وظروف مهما كانت انواع هذه الظروف وقساوتها






























نشرت في موقع الاجدابي

اذواق ومياه





الذوق في اصطلاح اللغويين والمثقفين هو التمييز بين القبح والجمال والقذارة والنظافة والألم والصحة ولولا القبح ما عرفنا الجمال ولولا البياض ما عرفنا السواد ولولا الكد ما عرفنا الراحة والحقيقة إن النظافة استعصت على كثير من البشر لكنها لم تستعصي على قطة عقدت أي في أعرافنا الدارجة أخرجت فضلاتها أو ترمي رجيعها ثم تدور نصف دورة لذر التراب بمخابشها الخلفية فوق قاذوراتها وتقريباً غالبية الناس خصوصاً المجتمع الليبي عايشوا هذه الأحداث البيئية مع صنف القطط وعنها حكي الدكتور مصطفى محمود وليست القطط فقط حتى الكلاب وحيوانات كثيرة تستحي أن تترك فضلاتها حاسرة .
وهل من المفترض أن نجعل أو نطالب بمدارس ومقرات لتعليم الذوق ووضع مناهج لتلقينها ومعلمين أوفياء درسوا الذوق والترفع عن كل القاذورات أو موهوبين بهذا الجانب الراقي والإنساني ولا نريد التفاسير السفسطائية للماء بعد الجهد بالماء والحقيقة إننا نعاني أزمة ذوقية قبل أن تكون أخلاقية المضرة ببيئتنا وسمعة بلادنا والذوق هي البنية وأسس الأخلاق وكل الأنظمة الحياتية التي يسعد بها البشر والذوق هو القطب للمعاني الإيمانية كما قال احد الحكماء ( العقيدة هي غالباً مادة الذوق ) وأي شخص فيه خصائص ذوقية فهو نقي الفطرة سليم القلب وعقله خالي من الشوائب لان الذوق يجعلك قانعاً محباً للسلام والمخلصين الطيبين والنقاء والخير للناس وتحس بألآم الآخرين تتأثر وتؤثر في المحيط وتتألم مع المتألمين وتنضج مع الجماليات واللطائف وتحب الوطن بالعمل وليس بالسمعة والرياء تتقزز من الأذى وتثابر بصمت ولأننا نجانب الذوق لا تتأذى نفوسنا بالمرميات الملوثة التي اكتضت بها قوارع الطرق ولا يرميها في أماكن للقمامة ليخف الشغل على العمال المتخصصين في تنقية بيئتنا لا ليضيف تراكمات أوساخهم الدالة على إفلاسهم من الذوق العام والخاص والناس الذين لا يأبهون بنظافة عوام الامكنه حتماً إن بيوتهم وأفنيتهم مزبوله وكان على المسئولين ألمطالبه برفع رواتب عمال البيئة لأن هؤلاء هم ارفع وأفضل العناصر في البلاد لبذل الكثير من الشغل الغير الصحي لا لنسخر منهم في الساحات والشوارع واقلها القليل وفرضاً علينا إلقاء التحية لهؤلاء و نقول لهم شكراً ولو وضعنا جل أبصارنا وبصيرتنا في أنفسنا أن كانت لنا نفوس حية نستحي أن نوظف هذا العامل المحترم بالتقاط الزبالة من أمام بيوتنا والزبالة الخاصة بك أيها المواطن الكريم هي أسرار بيتك وعوراتك وقذارتك وعرضك كان حقاً عليك سيدي المواطن أن تنتشل قمامتك بنفسك ورميها في السيارة المارة لرفع القمامة .
الماء
والحديث عن الماء نسمع الكثير عن شليله في أفنية المنازل مياه تتدفق مهدورة تتسرب مع قنوات التصاريف الخارجية ومنسابة في الشوارع سوائل صافية يشبه صفاءه عين ذئب وأهله يتفرجون مستمعون أو رجل يحلق وجهه أمام ألمرآه بما يقارب الساعة وحنفية مفتوحة تتسكلب بإسراف وبلا حرج وبلا الم وبحر من المياه الغزيرة تسكبها النسوة فوق البلاط لكشطها بالاسفنجات والمكانس ويقول الروائي إبراهيم الكوني في كتاب الناموس ( من يرى ماءً يتدفق ولا يوقفه كمن يرى جريحاً ينزف ولا يهرع لنجدته ) وكان السقاءين يعمدون إلي التيوس الملتحية الرافعة رؤوسها من حوض الماء لعصر لحاءها ألمبلله لاستقطارها في نفس الحوض للمبالغة في اقتصاد الماء وقالت العرب عن الماء أهون موجود واعز مفقود . إننا مسئولين عن هذا الكنز الغالي الذي تغيرت نقاوته وحلاوته وهو في قلب السحاب وفي المحيطات وباطن الأرض وتسمم هذا الشيء الذي ليس له لون ولا طعم وهو نواة كل الأحياء وكل شيء وهو المكون الأساسي لبدن الإنسان وإنهم يشتروا ويستوردوا قناني المياه وينابيعنا وحنفياتنا تصب في الخلاء فقط ونقص الماء يجبر الإنسان التخلي عن موطنه لاهثاً وراء الماء وفي مأثوراتنا الشعبية ( الماء وانزل ) .
رأيت برنامج في قناة فضائية بعنوان "أكثر من قطرة في المحيط " عن شح المياه في أماكن كثيرة من قرى العالم ومعاناة الناس ونسوة متضررات أنهكهن وأجهضهن نقل الماء من مصادر بعيده في جرار على رؤوسهن وكانت أحداهن تقول معبرة ومتمنية في هذه الحياة هي ومثيلاتها في القرية أن يكون مصدر الماء قريب من سكناهن ونقي وليس عكراً .
العالم اليوم تضعضعت أحواله بسبب الجفاف وانقرضت حيوانات بحرية وبرية لندرة الماء وتلوثه والماء هو سبب الحضارات مثل حضارة الرافدين على نهري " دجلة والفرات " و حضارة مصر التي قال عنها هيرودوت " مصر هبة النيل " فأي انجاز تاريخي حضاري عملاق لم ينجز ألا على انهار .
الماء نعمة حقيقية لا يعرفها ألا من كابد ودفع الكثير من ماله أو صرف راتبه المتواضع لتوفير الماء أو عاش الترحال وراءها يبيع منزله ويشتري منزل أخر في أحياء يتوفر فيه الماء وذاق حلاوة الشراب بعد العطش .
إن منطقة الجبل الأخضر تتعرض لكارثة جفاف ولا ندري والمطرات القليلة الذرذارة على مدى سنوات والقول المأثور " الجبل لا يطرد أهلة" كانت تقال أيام المخزون المائي من الغيث النافع التي تفيض آباره وبحيراته وغدرانه وهرج الوديان بالسيول ويعاني الأهالي مشقة وعورة الشتاء المطير والغابة تتهيج بالاخضرار والأزاهير ألوان وخير وفير من زروع القمح والشعير تملأ غيطان وأنعام سمان وألبان والناس أحباب وجيران ومتحاببين أطفال ونسوان وأحياء الخلوات زاهية أصوات عصافير وطقطقة السلاحف وحمام وبوم وغربان واليوم تتيبس الغابة والزهور تموت في أرحامها ومنبوتات في طريقها إلي الانقراض وأمراض لم نألفها أصابت الدواب وشح المياه في مناطق كثيرة ومدن ولو بذل المجتمع الرحمات قليلاً بين بني جلدتهم والرفق بالماء وبدوابهم ومنبوتاتهم لقبل الخالق البارئ ادعيتهم وكفوفهم المفتوحة في صلوات الاستسقاء ويحضرني هنا قول الشاعر الشعبي عن أقوام صلوا صلاة استسقاء فلم يستجاب لهم بمطر وكان البديل رياح القبلي .




· مبروك صلاة استسقاكم .. قبلي جاكم .. ربي عارف سود انياكم .
نشرت في موقع السلفيوم

الأربعاء، 2 سبتمبر 2009

نشوء وارتقاء

اا اضغط على الصورة


نظرية النشوء والارتقاء لداروين الذي ربط بين الإنسان والقرد وأعضاء تزيد او تنقص لأسباب وظروف المكان والزمان وإن كان هذا المبتكر لنظريته واهماً أو لا يتوهم ودامت أو لم تدوم ولغرض أو لغير غرض فاشلة أم ناجحة فهي نظرية لا تنفع ولا تضر عكس النظريات الأخرى مثل نظرية النسبية لاينشتاين والسببية للغزالي ونظرية الفراغ السياسي لأيزنهاور والنظرية الشيوعية لماركس ولكن النشوء والارتقاء من نوع أخر معاصر يضر ضرراً كبيراً أكثر من نفعه الضئيل يتمثل في اللغة ومصاصي الدماء المرعب والقضاء على الدراكولا بصليب وهو تثقيف هدام لمسخ عقيدة التوحيد وكثرة مفردات متداولة استشرت بين صغار وجيل صاعد وطلاب وفي كل مكان وميدان كلمات لا أصل لها لإرباك لغتنا العربية وتراثنا المحلي وكل هذه الأضرار تتوسع والدار خالية فلا توجد حصانة لمجابهة أخطار جسورة لا نعقلها ابداً ولا نفطن بها إطلاقاً .
أطفال يلعبون في ساحات وشوارع ومجموعة يمثلون ادواراً يطاردهم طفل يمثل دوراً الدراكولا مصاص دماء امسك بأحدهم وانقض عليه ورأيت احد المطرودين يحمل لوحة صغيرة على هيئة صليب يرفعها في وجه الدراكولا المهاجم الذي يمتص دمائهم فيصرعه بهذا الصليب .
إنهما يتقنان الدورين تماماً احدهما دور مصاص الدماء الدراكولا المصروع من اثر الصليب ودور حامل الصليب المقاتل وفي نهاية اللعبة حاورت الصبي حامل الصليب بيده .
ماذا أنت فاعل بهذا الصليب ؟ أجاب بكل ثقة سوف احتفظ به لظروف مثل هذه الظروف كما رأيناه في أفلام الرعب فهو صبي تشبع واقتنع تماماً بهذه النظرة المقدسة لصليب معظم انه إيمان وتقديس يرتقي وينشأ مع نشوء صبيان المسلمين والمسلمون انشغلوا بجواز الصلاة في اللباس الإفرنجي أم لا يجوز وفي رفع اليدين بكفوفها على النحر أو بعدم رفعها ووضعها وهل الدعاء بعد السلام وقراءة التسابيح جائز أم غير جائز وهل المرأة يجوز لها قيادة السيارة أو لا يجوز وانشغلوا بالتشجيع المتهور وليس بقدر لإحدى المعبودات العصرية وهي كرة القدم أو لاعب ويتخاصموا من اجلهم ويبالغوا في الخصام المخجل وأهملوا صبيانهم الناشئين في ظل المؤثرات العقيدة الصلبانية بواسطة هذه الدعايات والأفلام التلقينية ناهيك عن التدخين وسموم أخرى وينشئون تنشئة خطيرة ويرتقون ارتقاءً معكوساً وبمفاهيم وعقليات وتدابير تحت وصايات أيادي التبشير الخفية . ونجحت هذه التبشيرات وأطبقت على شبان منحلين من دول خليجية مسلمة ودول أخرى واعتنقوا ديانات أخرى ولبسوا على صدورهم سلاسل تحمل صلباناً التي نراها في القنوات الفضائية بمجهر التحدي لرب العالمين ومن عجائب الزمن يحاربون الله في أرضة .
وارتقاء ونشوء الإهمال والسخرية من لغتنا العربية الجريحة بين أهلها التي هي قوام الدين والأدب والسياسة والأخوة وأي إنسان لا يتقن لغته فهو غير قادر على أن يصل أو يتقن لغة أخرى واللغة العربية باقية ببقاء الدنيا بل هي لغة اختارها رب العالمين لقرآنه المعجز ولغة الشعر وكثير من الناس المتهافتون على إقامة مدارس مخصوصة للغات أخرى غير العربية ولم نرى حماساً لإقامة مقرات خصوصية لتعليم وإتقان اللغة العربية الفصحى اتقاناً جيداً للناشئين والتي تتكشف من خلالها خبايا ومواهب مثل حفظ القرآن المجيد وموهبة الشعر أو النثر أو كتابة القصة واضعف الإيمان تترسخ فيه المحبة اللغوية للغة الضاد ولكن النشوء والارتقاء العكسي الذي ينموا في بواطننا نجعل من لغتنا لغة ثانوية واللغات الأخرى هي الأساس فهؤلاء مساكين الذين يرون لغتهم العربية هابطة حسب رؤيتهم فهم لم يذوقوا طعم العربية ومحرومين من جمالها وأسرارها , وكانت في ما مضى أجناس من غير العربيين يتعلمون لغة العرب ليقرؤا للرازي وابن رشد وغيرهم من العلماء وحفظوا حتى أجزاء من القرآن إن لم يكن الكتاب كله وإن العرب الساخرين من لغتهم العربية في يوم ما سوف ينعزلون عن كل المحيطات اللغوية واللهجات وغير جديرين بأي لغة ولا يستطيعون التواصل والتعبير والمحاكاة ويحسون بنفوسهم تتضاءل وتموت وهم أحياء .
نشرت في موقع السلفيوم